قصص من الواقع

أخيرا أنا حرة

إنها الحرية أخيراً ،

طلبت الإنفصال تنازلت عن الأطفال ..أخذت كل ما يخصني لم يستطع زوجي أن يقف في وجهي..

فالقانون يحميني فأنا في أوروبا ..استلمت عملاً جديداً . .سكنت وحدي رتبت أموري واشيائي وغرفتي زرعت الأزهار على نافذتي

تخلصت من اللون الأسود الذي يطغى على ملابسي وحل مكانه الزهري والأبيض والأحمر غيرت شكلي وقصة شعري ولونه،

تمردت على كل الظروف لم يعد يعنيني شيء كما في السابق..تغيرتُ لدرجة لم أعد  أعرف فيها نفسي !
أفكاري مشاعري وحتى قلبي لم يعد لي ،تغيرت نظرتي للحياة

أمامي حياة أفضل وأجمل سوف أعيش ما تبقى لي من الحياة كما أرسمها وكما أشتهي ..

ومنذُ اليوم لن انصاع لأوامر غيري ولن أترك المجال لأحد ليأخذ  القرار عني ..
حياتي لي وحدي سوف أسعد نفسي بالطريقة التي أجدها مناسبة  ….

بدأت أرى نفسي بشكل جديد راقت لي عبارات الإعجاب والكلام المنمق أنت جميلة ،فاتنة ،رائعة ،صغيرة ،

الحياة أمامك ،أحسنت بقرارك .زادني هذا الأمر غروراً ،

ومرت الأيام والشهور وأنا اقنع نفسي أنني فعلت الصواب ،ولكن رغم كل ذلك لم أكن سعيدة!؟

فأنا ليست أنا وكل يوم أقف أمام المرأة وأسال نفسي من أنت؟ أنا لا اعرفك !
مرت الأيام بطيئة حزينة كئيبة هادئة إشتقت لصوت أطفالي إشتقت لفوضى منزلي، وإلى كل شيء كرهته في الماضي!؟
وجدت نفسي أشتاق لزوجي ولروحي القديمة إلى المسؤلية التي كنت أهرب منها ،ملابسي القديمة،مشاكلي مع زوجي كل ركن في بيتي الذي لم يكن يعجبني ،،،
لم أستطع الصمود فهاته الحياة ليست لي وأنا  لست لها ،

بدأت  أبحث عن روحي وأسأل الله أن يردني إليه رداً جميل. عدتُ لصلاتي ودعائي وجدتُ روحي الضائعة ولجمت نفسي المتمردة ،ورضيت بواقعي هدأت عاصفة روحي وعاد النبض إلى قلبي من جديد،

فحأة وجدت نفسي أتوجه إلى منزلي وأطرق الباب بقوة ،افتحوا الباب لقد عدت ،لم استطع العيش بدونكم ،أنتم فرحتي وحياتي،

لم يفتح لي احد الباب !
صرخت بأعلى صوتي أنا هنا..
قد عدت أرجوكم افتحوا الباب ،
لم يجبن أحدا
دخل الخوف إلى قلبي ! طرقت باب الجار  فقال  لي لقد تأخرت سيدتي !لقد رحلوا من هنا ..

عاد الأب بأبنائه إلى الوطن بعد أن أصبح الإهتمام بهم  هنا صعب و خاف أن تأخذهم الدولة بسبب التقصير ،،،،
لم أصدق ما سمعت !!صرخت بقوة وبدأت أبكي وأصرخ ندماً وحزنا وأطرق على باب المنزل بشكل هستيري ،
وإذا بيد صغيرة تمتد إلى وجهي أمي استيقظي أنت تحلمين،،،

فتحت عيني في فزع احتضنتها وبكيت كثيراً  وأنا أحمد الله على أنه كان كابوس وبا ليته من كابوس…

#الشارع_العربي #حكايات عبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى