وقائع

وعند الله تجتمعُ الخصومُ

يروي أحدهم قصة واقعية حدث معه فيقول :

في عام 2017  أصيب خالي بمرض  سرطان الدم وكنت ٱرافقه لمعهد الأورام في القاهرة.
كنا نقيم في غرفة كان فيها أربع سراير بينهم فواصل عبارة عن ستائر
وكان جنبنا سرير فيه واحد صعيدي مريض بسرطان الرئة…. الراجل دا بالليل ما كناش بنعرف نغفل لحظة من بكائه
وكل ما ينام شوية يقوم من النوم يصرخ مفزوع …

طبعاً اعتقادي أنه يتألم من الكيماوي ..
لحد ما قام مفزوع في ليلة و دخلت من الستارة أطمن عليه وأجبله حاجة دافئة يشربها ..
و قعدت أطمن فيه وأقوله معلش ألم الكيماوي صعب بس دا إختبار من ربنا وقريب هتخف وبدأت  أصبره ….

فالراجل ضحكلي ضحكة غريبة كدا وقالي ألم الكيماوى ..!
هو إنت فاكرني يا إبني بعيط من ألم الكيماوي.. الألم اللي جوايا يا إبني مفيش جبل يتحمله … وعمال يبكي
طب قولي مالك …إحكيلي يا عم أحمد …فيه إيه ..عاوز إيه أعملهولك …..
المهم قالي خلاص العمل عمل ربك بقى…..
ولقيته بيقول هو ممكن ربنا يخليه يسامحني ….
هو مين يا عم أحمد ….قال واحد ظلمته …ظلمته جامد ..ما رحمتوش ولا رحمت عياله ….ما صعبش علي منظره و هو بيبكي و يقولي مستنيك قدام ربنا ….قلبي ما رقش لتلات ولاد وبنتين وأمهم وهو ماشي بيهم بعد ما سرقت شقاه…. والراجل حرفيا الدموع غرقت الملاية…
إحكيلي يا عم أحمد
قال الطمع …أيوة الطمع وموت القلب …الراجل كان شريكي في تجارة كبيرة وليه معايا نصها و من طيبته سابلي كل حاجة أديرها ، وعلشان أنا كان علي مخ إبليس طلعته من التجارة مالوش مليم احمر ومديون كمان… والناس كانت عارفة إني ظالمه بس انا كنت مرتب ورقي كويس قوي …واشتكاني بالمحاكم وما طالش مني ولا مليم..
و أنا كل مدى كل ما قلبي بيموت وبيجمد وأقول عيالي أولى وخلاص …
لما غلب منى  وما رجعش حقه باع بيته وطلع من البلد
ويوم ما طلع عدى علي في الوكالة وقدام الناس قالي أنا ماشي بس مستنيك قدام ربنا …
ولا هز كلامه فيا شعرة
و مشي …
وأنا الدنيا إحلوت معايا بشكل …
لدرجة إني صدقت إن دا مالي وحلالي وحجيت كام مرة و عملت كام عمرة وبقت الفلوس معايا مش عارف عددها
كبرت العيال وإتعلمت ومنهم اللي مسك معايا التجارة
وعربيات ودنيا وأول ما تعبت رموني في البيت زي الكلب
وكل حاجة تبعهم …
ولما حسيت إن التعب بيزيد قولتلهم فيه واحد ليه عندي دين وعاوز أسدده
قالولي يوم القيامة إبقى قابله وسدده والراجل بيعيط بحرقة ….
قال إفتكرت كلمة الراجل لما قالي مستنيك قدام ربنا
وسألت وعرفت عيال الراجل وإنهم ما شاء الله بقوا في دنيا تانية وأبوهم مات من فترة ولما طلبت يسامحوني …
قالولي والله لو دخولك الجنة واقف علي حسنة مننا ما هتاخذها
وعيالي لما لقوني تعبتهم رموني في المستشفي
وبقوا يبعتولي أي حاجة مع السواق ولا حد منهم دور عليا
وفعلا ما كانش حد بيجيله إلا واحد إسمه محسن سواق في الوكالة ..

قالي كل ما أغمض عيني أشوفه قدامي بيقولي خلاص ما بقاش إلا القليل وحقي هاخده
كل ما أغمض عيني أشوفه قدامي …عذاب يا ابني …عذاااب يا بني ربنا ما يكتبه عليك ….و تقولي ألم الكيماوي
والراجل صوت عياطه لم الناس علينا …….
بس أصعب جملة الراجل دا قالها والله قشعرت منها …لما قال أنا بقالي شهر كل ما انام أشوف مكاني في جهنم ..!
ومات خالي وفي يوم روحت بعد موت خالي أسال عليه قالولي مات لوحده ما كانش حد معاه .

المرعب فى القصه ان الظالم طول عمره كله فى نعيم وتوفيق وصحه ومكسب ونجاح دنيوى ومال وفير وأولاد
وهذا يخدع ناس كتير أنهم على حق

قيل فى #الأثر (إن #الله إذا غضب على عبد، رزَقه من حرام, وإذا اشتدَّ غضبُه عليه، بارك له فيه)

#وقائع_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى