الدين والمجتمع

مفهوم الدين والديانة في الإسلام

 

 

الفرق بين الدين  والديانة

في تدبرنا لقوله تعالى في سورة آل عمران آية 19 إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ . نفهم أن كل الدين عند الله هو الإسلام

يقول وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ الآية (85) (آل عمران) .

هنا لابد أن نفرق بين الدين والديانة وعلى وجه التحديد كلمة الدين , التي لا جمع لها من لفظها في القرآن الكريم , و في  القرآن 6236 آية لايمكن أن نجد فيها كلمة أديان , بل على العكس عندما نصف كل الكفر من عهد آدم إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سنجد كفر متنوع , وإذا أردنا أن نصيغها صياغة بشرية منطقية فهي أديان كفر … لهدا القرآن قال لنا أن لانجمع أديان في الكفر , بل نضع الكفر كله على دين واحد : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

قال دينكم وليس أديان ,  لدلك شاءت قدرة الله أن تجمع هاته الكلمة ’, وإن تعددت اتجاهاتها في الكفر أن تجمع على دين واحد .لكم دينكم وَلِيَ دِينِ .بمعنى أن هاته الكلمة حتى لو جمعت أهل الكفر المتعددين لايمكن أن تجتمع فقال: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ يعني دين الحق يكون أمام دين الكفر وإن تعددت إتجهاته …

الوصف التوصيفي لمن يؤمن  بكل نبي في ديانته

لابد أن نفرق بين الوصف التوصيفي لرجل يقول: أشهد أن لا إله إلا الله و أن موسى رسول الله , و آخر يقول أن عيسى رسول الله  آخر أن محمدا رسول الله , .فقوله تعالى : قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)

المعنى : آمنا به و نشهد بأننا مسلمون , هدا توصيفهم حينما قالوا : نشهد أنه لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله ,تطلق عليه مسلم نصراني , أو من يشهد أن موسى رسول الله تطلق عليه مسلم يهوديي , بمعنى أنه أسلم على يد النبي الدي يؤمن به ,

فهنا في توصيفه كدين فهو مسلم وفي توصيفه كشرع أو شريعة أو ديانة فهو إما يهودي أو نصراني حسب النبي الدي يؤمن به , ومن آمن بمحمد عليه السلام توصيفه مسلم كدين ؛ وديانة كشرع ..

فاليهودية ليست دينا , وإنما هي ديانة, دينها الإسلام والمسيحية ديانة و دينها الإسلام , وهدا معنى قول الحق تبارك وتعالى:  شرع لكم من  الدين قوله تعالى الدين وليس الديانة … شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ

قال الدين ولم يقل الأديان, يعني أنتم كأنبياء ومرسلين لا تتفرقوا في الدين , وإنما تتفرقوا في الديانة …

ديانة سيدنا موسى غير ديانة سيدنا عيسى ؛و غير ديانة سيدنا محمد صلوات الله عليهم.

وقوله تعالى( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) يعني ستظل بينك كمسلم مسلم , ومشرك  مسألة الدين و الديانة , سيبقى فيها خلل عندهم أي عند غير المسلمين ….

وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها

كل شيء خلق مسلم , كل الكائنات , السموات , والأرض قالتا أتينا طائعين , هده طواعية الإسلام, ومن لم يقل طوعا فهو مسلم كرها رغما عنه , وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها , يعني كل كائنات الدنيا …

فالمسلم الطواعية هو من يؤمن يكل الرسالات , كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله , فهو جمع لكل الرسالات في عقيدته , لكن هناك  من كان مسلم طواعية عند موسى , لكنه كفر بعيس أو بمحمد فهو مسلم كرها , يعني توصيف أي مخلوق لله يكون إما مسلم طوعا أومسلم كرها…

فكل شىء في هده الدنيا يخضع  لملكوت الله , ولا يمكن  لأي إنسان أن يخرج عن سيطرة مالك الملك,

فلا المسلم ولا المشرك  يمكن له أن يقوم بأفعال لم يكن الله كاتبها له ,لأنه تحت سيطرة الله, ولايستطيع الخروج عنها لأنه يمارس ما كتبه الله له في اللوح المحفوظ ….

د:محمد هداية **الشارع العربي**

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى