رياض فكر

….معاني الحب….

الحب سريٌّ وصامت ، يتناجى الأحبة في خفية من الناس ، خلف أبواب مغلقة …

أما حفل الزفاف فهو علني ، وعلى آجتماع من الناس وإعلان .
فاعتاد الناس أن يحبوا بصمت وبالسر ، …

لأن الحب هو تجربة إنسانية ذاتية .. فطرية تتفاعل من خلال الذات الحقيقية…

ومن هنا تنبع خطورته على الصعيد الإجتماعي ، لأنه يمثل التجربة الفطرية الذاتية التي لا تخضع لسيطرة أحد .

بخلاف العلاقات المحددة بقوانين وأعراف آجتماعية آمنة ، منظمة ، منضبطة بقوانين تنظم هذه العلاقات وتشرعها ..

فالمجتمع يعتبر العلاقات الفردية العفوية غير المنضبطة بقوانين ، علاقات خطيرة ، في حين أن الإنصياع والطاعة وملازمة القطيع يعطي الأمان لهذه العلاقات .
الحب أختبار شخصي فردي بين طرفين ، لذلك يبقى سرًا لا يذاع ، لأن المجتمع ان لم يكن يحاربه فانه يحاول الحد منه وجعله في إطار مؤسسة ذات قوانين ، وأعراف .
لانه وفِي معظم حالات الحب الروحي فإنه  يتوج بلقاء جسدي ، رغم أنه لا يشترط ذلك ، لكنه في الأغلب يحدث ذلك .
فأي لقاء خارج إطار شرعي مرفوض ، حتى في أكثر الدول آنحلالا وبعدا عن أي معتقد ديني فإنه ينظر إلى أولئك الأشخاص نظرة تنم عن آستقذار هذا النوع من العلاقات ، وهي تتخذ أشكال ثلاث في المجتمعات :
أرقاها وأعلاه ذلك الإرتباط المقدس الذي يعرف بإسم الزواج … ولذلك يحتفى به ,وتقام له طقوس دينية كانت أو آجتماعية ، ويعلن على الملأ ويتم تسجيله في دوائر حكومية ويعرف به في كل دول العالم بموجب الصك الصادر من تلك الجهة دينية كانت أو مدنية …

وحلّ هذا الصك يستوجب حقوقًا وواجبات ويترتب عليه حقوق وواجبات …

حتى لو اتضح للطرفين ان حبهما كان مؤقت او تم دون حب فإن ما يتوجب على الطرفين بموجب ذلك الصك لا يمكن الإخلال به .
والشكل الآخر الذي شاع غربا وتلاه شرقا ، هو المساكنة و المخادنة ، وهو لا يختلف عن ذوات الرايات الحمر إلاأنه يحدث بوضح النهار وبمعرفة المجتمع ، رغم تحفظ بعض المجتمعات عليه ،لأنه لا صك يثبته ، وسهولة حل عقده ، ولا يوجد ما يلزم الرجل بقبول نسب الولد إليه ، …

فتجد في المجتمعات التي آنتشر فيها أولاد لا يعرفون سوى أمهاتهم ، وكذلك آنتشرت هناك ظاهرة الأم العزباء ..

أما الذكور فيه فيرمون بذارهم في كل مكان ولا يعلمون زرعهم ، فتضيع الأنساب فيه ، وربما بعد عقدين من الزمن يتزوج الأخ أخته دون أن يدري .
وهذا الصنف من الإرتباط هو الشكل الأكثرآرتباطًا بالجنس مقابل الحب ، رغم أنه لا يخلوا من المصالح المادية ، كاحتواء طرف لطرف من أجل السكن ، ولذلك نجده بين الشباب الذين هجروا بيوت أوليائهم .
والشكل الأخير : بنات الهوى ، هو جنس خال من المشاعر مقابل المال ،…

ربما هو مهنة بدأت منذ فجر التاريخ حتى الآن وستبقى حتى تزول الأرض ، يتنقل فيه الزبائن من بائعة لأخرى ، وتبدل فيه البائعة زبائنها كم تبدل أحذيتها وأكثر ،

برأيي يجب أن يسمى هنا كلا طرفي العلاقة مومس ، فلولا الطلب ما كان العرض وأن البادئ بهذه العلاقة هو الذكر وشهوانيته الحيوانية …..

لسنا هنا لذكر أصناف الإرتباط إنما لتوضيح فكرةأن الحب منفصل عن الإرتباط ، قد يجتمعا ويكون ذلك أفضل وأكثر دوامًا لذلك الإرتباط ، وقد يكون الحب هو مبرر للقاء الجسدي رغم كذبه أو آنيته .
فما الفرق بين مومس وبين خليلة ؟ كليهما تُمارس الجنس من أجل منفعة ..،

وأقول قد يكون سبب اللقاء حبٍّ عند الخليلة ، وهو مهنة عند المومس .

لذلك صنّف المجتمع الجنس خارج مؤسسة الزواج بالقذارة ،… حتى ارتبطت أسوأ السباب والشتائم به في كل المجتمعات مهما كانت متحررة  ، وما ذلك إلا لقذراته ورفضه اجتماعيًا حتى لو بدى غير ذلك .

أما عقد الزواج حتى لو لم يبنى على الحب فهو مقدس ، مبارك من المجتمع ومن كل المؤسسات .
رغم أن بعض متطرفي الرأي يعتبرونه زواجًا ” بقريًا ” نموذجياً ، يضع القيمون عليه ثورا مع بقرة في حظيرة واحدة…

ويسمح له بمعاشرتها بحرية كاملة وتحرم عليه ما عداها من القطيع ،..

وما ذلك إلا امتهان لهذا العقد المقدس ودعوةلإنحلال المجتمع وهدم لكيان الأسرة بدعوة الحب .

ونقول لهؤلاء ما أجمل العلاقات العاطفية في هذه المزارع .

د :سليمان_عمر **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى