قصص من الواقع

محمد غازي التدمري السوري

الناقد والقاص

فن الرجل القصير جداً

فقدت الحركة الثقافية في الوطن العربي يوم السبت الموافق 7/8/2021 الأديب والناقد والقاص د/محمد غازي التدمري السوري الذي قدم للمكتبة الثقافية حوالي 84 كتاباً في القصة القصيرة والشعر والنقد والدراسات الأدبية .
ولقد كان ناقداً متمكناً أكاديمياً وكان عضواً في رابطة الأدب الحديث (أبولو سابقا) وكان مواظباً على الحضور كل يوم ثلاثاء في مقر الرابطة في شارع شريف.
د/محمد غازي كان بحراً فياضاً في فن القصة القصيرة حتى أنه أصدركتاباً عن فن القصة القصيرة جداً والومضة الشعرية وسماه فن الرجل القصير جداً لأنه كان يقول زمن القصة الطويلة أنتهى والمثقف الآن في حاجة للاختصار وعدم الإطالة وعندما يلقى أحد نا خاطرة أو قصيدة طويلة يقول له لو اختصرتها لكان خيراً وأفضل .
لقد تعلمنا منه الكثير في الأدب والنقد وفي ندوة من الندوات سمعني أعلق على قصة من القصص قال لي هامساً أنت مشروع ناقد نمي نفسك وستجد نفسك في النقد جيدً ولذلك حاولت الدراسة في هذا الفن وكان مشجعاً لي في ذلك الفن.
كان محباً وناصحاً للجميع وكان بشوشاً يرحب بأي موهبة جديدة.
كان محباً لوطنه الثاني مصر ولم ينسى تراب وطنه الأم سوريا وعندما كان يسمع أسم سوريا يظهر على ملامحه التأثر لدرجة كنا في ندوة من الندوات وكانت شاعرة يمنية تلقى قصيدة عن وطنها الجريح كان يسمعها متأثراً لدرجة البكاء وكذلك عندما كان يشدو الشاعر السوري الكبير عدنان برزاني يتأثر جداً ويحن لوطنه الأم سوريا رحمة الله عليه رحمة وأسعه.
كنا أعضاء برابطة الأدب وكان أخاً لنا لم يكن متكبراً بل كان متواضعاً يعتبرنا إخوة له صغاراً على الرغم أنه كان قامة أدبية على مستوى الوطن العربي وفي الوسط الأدبي لذلك أحبه الجميع.
لقد جمعتني معه ندوات عدة وكان يقدمني بكل ثقه وأدب ويسمع وينصت ويحاور وفي نهاية الندوة يشدو بتعليقاته النقدية وكنت أنصت له كأني طالب عنده في محاضرته لكي أتعلم أصول النقد الأدبي .

سيد الرشيدي** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى