رياض فكر

ماذا تعرف عن التكلفة الصفرية في الحرب؟

يقول المفكر الباكستاني الدكتور محمد إقبال :

إن أجيال الحروب أربعة ، وهي :

الجيل الاول: القتال بالسلاح الأبيض وهي حروب الفرسان ..

الجيل الثاني: القتال بالأسلحة النارية . . وفيها قال كولت مصمم المسدس الأمريكي ماركة كولت : الآن يتساوى الشجاع والجبان .

الجيل الثالث :القتال والإبادة بالسلاح النووي ، وهي حرب ينتصر فيها الأكثر جبناً ..

الجيل الرابع: أن تترك عدوك يحارب نفسه بنفسه ، باستخدام الطابور الخامس وهي حرب الخونة والجواسيس ، وتتم باستثمار الصراعات الفكرية والدينية والقبلية والمناطيقية وتأجيجها.

قال المفكر الفرنسي روجيه غارودي عن الجيل الرابع من الحروب : الآن يقاتل الغرب بالتكلفة الصفرية . .
فالعدو يقتل نفسه . .
والعدو يدفع ثمن السلاح . .
والعدو يطلبنا للتدخل فلا نقبل . .

التكلفة الصفرية تعني أن الغرب لا يخسر شيئا في الحرب . .
ونحن بحاجة لمواجهة ذلك إلى وعي فكري ، إذ تعتمد حروب الجيل الرابع على خلق دول فاشلة .. وهذا يتم عبر النقاط التالية :

أولا : خلق صراع أيدلوجي مثل الصراعات الطائفية أو العنصرية أو المذهبية والمناطقية الجهوية . .

ثانياً : عزل منطقة ما في الدولة المراد تدميرها بحيث لا تكون خاضعة لسيطرة تلك الدولة .

ثالثا : إنشاء جيش من الأشرار من أبناء تلك الدولة ليكونوا أداة قتل دون أي رحمة أو تفكير ، و هذا هو الجيش الذي يكون بديلاً عن جيوش دولة الإحتلال .

رابعا : إستخدم الأطفال والشباب الأمي الجاهل عديم الوعي والثقافة والزج بهم في القتال ، حتى ينشأ جيل مشبّع بثقافة القتل والتدمير وليس بثقافة البناء والتعمير والتحضر . .

وأخيراً خلق الدولة الفاشلة التي يسهل السيطرة عليها وإخضاعها لأي قرار تريده دولة الإحتلال من تلك الدولة الفاشلة .

تعد الحروب العامل الأبرز في تغيير خارطة الأرض، وظهور دول جديدة وزوال أخرى، ولأنها كذلك بطبيعتها فلا بد أن يتبعها من دمار للدول المتحاربة، مما يعني حدوث خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، فضلا عن الفاتورة المالية الباهضة الثمن لهذه الحروب، فقد خسرت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في الحرب العالمية الثانية التي تعد الأغلى ثمنا في التاريخ الإنساني ما يفوق 4.104 تريليون دولار. وبسبب هذه الخسائر المادية التي تحملتها دول الغرب، عملت على استحداث طريق جديدة تمكنه من الاستفادة إلى أقصى حد من هذه الحروب دون أن يدفع شيئا.

د:معن الطائي **الشلرع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى