الدين والمجتمع

لماذا لا نستطيع أن نعيش بسلام ؟

حينما خلق الله آدم  أمر الملائكة بالسجود له .
فسجدت الملائكة إلا إبليس عصى تكبرًا ، فطرده الله من رحمته .
وطلب إبليس أن يمهله الى يوم البعث ، وتوعد إبليس آدم إن يطغيه وذريته إنتقامًا وحسدًا .
أدخل الله آدم الجنة ووعده برغد العيش فيها , وحذره من إبليس وكأنه سيوقع به و يشقيه ..
فوسوس له الشيطان وأخرجه من الجنة
أليس هذا ما حدث في أول الخلق؟  ألا يتكرر هذا اليوم و كل يوم ؟
نعم هي سنة الله و قدر الله وتقديره ليمتحن كل آدم منا ..
إن الله غفر لآدم حينما استغفر ، وهذا هو درس عملي لنا ،
إن سيرة آدم بعد استغفاره درس جهله البعض.
إننا نمر على تلك الآيات و يقرأها البعض دون تدبر معانيها وفهم ما فيها .
كتب د. مصطفى محمود كتابه : الشيطان يحكم
وكتب وليام غاي كار كتابه : الشيطان أمير العالم
وهما يشيران بشكل أو بآخر إلى أنه فعلا كل سوء نراه في هذا الأرض منذ بدأ الحياة حتى يأتي أمر الله .
هو نتيجة الإنصياع لحكم الشيطان ، إن الشيطان أقسم بالله رغم أنه عصاه ليغوين آدم وذريته.
إن كل ما يحدث هو بمشيئة الله ولو أن بعضه لا يرضيه .
حينما خلق الله آدم وزوجه وأنزلهما الجنة منزلًا,  ثم قطع الله على نفسه لآدم عهدًا أن لا يشقى ،
لكن هذا العهد مشروطًا بأن لا ينصاع لإبليس وينصت لوسواسه :
( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ® وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ®
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ® إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ®
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ® فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ®
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ®
ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ )طه : ١١٥ – ١٢٢
ثم قال تعالى :
( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ®
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ®
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ) طه ١٢٣ – ١٢٥
إن إغواء الشيطان لآدم كان لاحقًا لعصيان إبليس أمر الله تكبرًا
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ®
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ® قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ®
قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ® قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ® ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )الأعراف : ١٢ – ١٧
و إن أمر السجود كان بعد تعليم آدم الأسماء كلها ، وتحذير الله لآدم عليه السلام وزوجه بعد معصية الشيطان .
وقبل دخول آدم الجنة ، وتوعد إبليس بالإغواء قبل الوسوسة .
فإن كل ما نراه من شرور الآن هو ترجمة لذلك الموقف الأول ، وتكرار له .
إن الإبتلاء ، و تقدير الله أمر لا جدال فيه ..لكن رغم ذلك فإن كل ممتنع عن الإنصات لما يوسوس به الشيطان
هو شخص إمتثل لأمر الله ,و اختار سبيل النجاة و الطاعة.
ومن انصاع للشيطان وهوى النفس كان الشيطان له أمير سوء
د: سليمان_عمر **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى