قصص من الواقع

…لحظات قبل الفراق ….

_كنت فين …

-كنت باجيب الحقن من صيدلية خارج المستشفى …
-جبتهم ليه مش هاحتاجهم
-علشان جرعتك بكرة
محتاج حاجة اعملهالك
_هات لى اشرب
_تاكل
_لا الحمد لله
_ طيب الصبح ان شاء الله هنروح نعمل اشعة هند حجزت لك .
_يابنى مالهاش لازمة …انا كويس الحمد لله
_كلها يوم او اتنين ونخرج من المستشفى ….ولا انت حبيت المستشفى

_انا رايح بيتنا الجديد
…..وبعد شوية كلام وحكايات قديمة
سألته على شخص كان زعلان منه …
قالى الله يسامحه…
قلت له تاكل قالى لا …قلت له فيه كمثرى وتفاح
قالى هات كمثرى وقطعها …
اكلها …وقالى هات مياه اشرب
…بعدها سالته محتاج حاجة تانية انا نازل اجيب قهوة
قالى بلاش قهوة علشان تنام…
وبالفعل مانزلت اجيب القهوة
شوية ونادى على…
قالى عايز انام على جانبى ….
ويمكن المرة دى فضلت ايده الشمال على كتفي مدة طويلة وانا جانبه على السرير …
شوية وقالى رجعنى انام على ظهرى تانى …
افتح البلكونة كده والشباك ….
عايز اروح …
قلت له تروح فين
قال لى تانى بيتنا الجديد…
فتحت البلكونة ونمت على السرير التانى …
خمس دقايق ولاقيته بينادى على تانى ….هات مياه اشرب ..
وكان لاول مرة يطلب منى انى انام
قلت له سهران شوية معك ..
قال لى حاول تريح وتنام ..
عينى راحت في النوم تقريبا نص ساعة …
لاقيت الممرضة داخلة تعطيه حقنة ….
الممرضة .:عامل ايه ياعم صلاح …
-الحمد لله يابنتى
سالته محتاج حاجة …
قال لى لا ….الحمد لله ..نام انت بس
شوية ولاقيته بيرفع السبابة وفضل يردد الحمد لله
شوية ولاقيته نام …وانا نمت بعده
…مرت ساعة ولاقيت الممرضة بتفتح الباب علشان تعطيه الحقنة ..
قمت من النوم وقعدت على السرير وهى بتنادى عليه ياعم صلاح ياعم صلاح …
وهو مش بيرد ….
قمت من مكانى ….هى بصت لى بخوف وخرجت تنادى على الأطباء …
طلبوا منى اخرج خارج الغرفة ….
خرجت وانا عارف انه فارق الحياة ..
لحظات تقيلة قوى ….
بدات اراجع كلامه من اول الليل لحد ما نمت لاقيت ان الفطرة السليمة والقلب الطاهر الأبيض هو اللى ظاهر في كلامه ….
عرفت ليه ايده فضلت على كتفي وقت طويل ..
عرفت ليه بيقولى هنروح بيتنا الجديد …
عرفت ليه كان كل شوية يقولى….توقفت لغة الحديث ..
ربنا يرحمك ويغفر لك ياابى …
ويجعل صبرك على مرضك في ميزان حسناتك

محمود صلاح  **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى