قصص من الواقع

من هو أيوب السوري؟

 

– أيّوب السوري؛ هو الكائن البشري الذي عليه كل الواجبات…. وحقوقه في أدنى المستويات الإنسانية.

– منذ ولادته؛ ليس له رأي أو إعتبار ..يعطى تصنيفاً مذهبياً كما يحمل إسمه وكنيته..!!

– أيوب السوري؛ منذ دخوله المدرسة؛ لا يستشار فيما يتعلم ويكرِّر من شعارات وصَفْقات… ودون أي رأي لأهله. تُفرَضُ عليه معلوماتٌ.. وإن لم يحفظْها يرسبْ في الإمتحانات. وبعد عشرات السنين؛ يكتشف أنها شعارات وهمية ومزيفة ..!!

– أيّوب السوري؛ عندما يبلغ سنَّ الرشد، يعطى هويّةً ورقماً وطنياً دون معنى ..لا يعرف حقوقه ولا واجباته ..وغير مسموح له التعبير عن رأيه في مدير مدرسته.. وويل له إن طالب بحقوقه ..!!

– أيّوب السوري؛ يعرف حقيقةَ أن بلدَه أغنى البلدان، لكنه يعيش على خط الفقر العالمي… وتحت ذرائع شتى ..”ويعرف البير والغطاء..”

– أيّوب السوري؛ يعرف أنه محروم من أدنى حقوق الإنسان في الخدمات؛ الكهرباء ؛ الماء ؛ الغاز؛ الوقود ؛ شبكة الاتصالات ، وتمييز فظيع بين المناطق والشرائح الإجتماعية… وعلى أيّوب أن يتحمَّل ..!!

– أيوب السوري؛ فُرِضَ عليه أن ينام قبل الدجاج باكراً ..محروماً ؛ من كل أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك …
فأصبح يحلم بها في لياليه..!!

-أبناء أيّوب السوري؛ أصبحوا يظنّون أن الأسماك تحصد في الصحارى ..وأنهم أبناء البطة السوداء السورية..لا يحق لأحدهم أن يملك شركة استثمار ..بل محجوزة …؟

– أيّوب السوري وأبناؤه؛ يحلمون بتناول بيضة الدجاج في الصباح ..ويخافون من التعبير عن أحلامهم ..!!

– أيّوب السوري المتقاعد؛ عليه أن يذهب دون كرامة ليتقاضي راتبه التقاعدي من الصراف الآلي..ويقف ذليلاً ليحصل على راتبٍ لا يكفيه وأسرته…. ثمن أغذية الكلاب والقطط في بيوت حيتان المال والمسؤولين الكبار في يوم واحد ..!!

– أيّوب السوري؛ يتظاهر أنه إنسان.. ويذهب مع أسرته ليتفرج ؛ لا ليتسوق، كما يفعل أبناء المسؤولين الذين يتسوقون في مولات دبي والدوحة..!!

– أيوب السوري وعائلته؛ يتساءلون من أجل ماذا قدموا أولادهم شهداء أو قتلى ..؟!
وهل حقاً استشهدوا لدحر الإرهاب..؟!
والذي لا يعرف حتى أيوب الذكي معنى تعريف الإرهاب ..ويظن أنها ذريعة؛ ما بعدها فضيحة ..!!
بينما أولاد الطبقة المخملية المباركة لا يُقتَلون ولا يستشهدون، بل على الشواطئ الدافئة يستجمون، وفي معارض السيارات الفارهة يتباهون ..ومن مراكز الشراء والمولات يتسوَّقون !!
وعلى أيّوب أن يتحمل كل هذه المشاهد ..ويحمد ربه .. ويحدث نفسه خائفاً من الإنتقام ..!!

-أيّوب السوري ؛ هو من رأى أولاده و أحفاده غرقى في البحار على الشواطئ ..أثناء الهجرة والتهجير. وأولاده إما لاجئٌ أو مهاجرٌ أو مهَجَّرٌ….أو يعيشون في الخيام.
كم تحمل أيوب السوري النازح والمهجر من ألم ومعاناة عندما علم ورأى أن بيته وأغراضه قد سرقت او عفشت وبيعت في الأسواق داخل الوطن …!!
وبعضهم يتَّهِمُ أيّوب وأولاده بالخيانة… يا لها من مهزلة الزمان..!!!

– أيّوب السوري وعائلته؛ تعجز حكومتهم عن إطعامهم.. ينتظرون بضع دولارات من أبناءهم؛ ومن مساعدات دول (المؤامرة الكونية ) ليعيشوا بحدود الكرامة الإنسانية .. وكذلك ينتظر أيّوب السوري السلال والمعونات الغذائية ..!!

– أيّوب السوري؛ يعيش تناقضاً غريباً بين الكرامة والعزة والفقر.
مع ذلك ينتظر تحويلات ابنه أو ابنيه الذين يعملون كمرتزقة مع الروس في ليبيا ضد الشعب الليبي ..وضد السوريين المرتزقة التابعين لأبي عثمان أردوغان.

-أيّوب السوري؛ يعرف أنه لا أحد في الحكومة والدولة يفتقده؛ إلا وقت الانتخابات؛ بدءاً من مجلس البلديات ..أو للقتال ضد..؟!

– أيّوب السوري؛ عليه أن يمارس طقوسه الخاصة؛ بما فيها الغيبيات واللجوء إلى المنجمين، كيلا يمرض، ولا يتعطل أي شيء في بيته، لأن المهانة والمذلة له بالمرصاد ..

-أيّوب السوري في وضع لا يحسد عليه؛ بين السير على طريق تحرير القدس ..وفلسطين.. وهل هذا سيحدث بالإنتظار وتبرير وجود الأصدقاء على الأرض السورية….. وبين قبول ما يلوح في الأفق ..وما يتم الإعداد له ويصل في نهاية النفق إلى التطبيع مع إسرائيل….
قضيةٌ تمزِّقُ كيانَه وهو يرى التواطؤ من كل حدبٍ وصوب… كأن كل الأطراف تقول له: طَبِّعْ حتى تشبعَ الخبز ..!!!

– أيّوب السوري عليه أن يتحمل رؤية أعلام دول الأعداء والأصدقاء، ترفرف في سماء وطنه… حتى لو ٱنفجرَ عقله، واحتشَتْ عضلةُ قلبه.
وعليه أن يتقبل الأعلام الصديقة.. والمطلوب منه قسرياً أن يتصرف وكأنه بكامل الكرامة والسيادة .

– أيّوب السوري تحمَّلَ خلال مراحل الحرب السورية كل أنواع الجوع؛ والعطش؛ والبرد؛ والحرّ؛ وقلة المياه، حتى أصيب بالجرب والقمل.
واستُكمِلتْ معاناةُ السوري حتى باستغلال الكورونا؛ وتحصيل الأموال على الحدود؛ وإهانته في المحاجر؛ وعدم توفر المستلزمات الطبية.

– أيّوب السوري؛ زاد تشوّشُه بين عقله ومنطقه؛ وبين فتاوى رجال الدين السياسي؛ بتوجيهات مبرمجة لإقناع أيوب السوري وإخوانه من الفقراء،؛ بأن ما حدث في سورية ومازال..هي إختبارات ربّانية.. وإيهامه أن المؤمن مُصاب ومختَبَر ..وما عليه إلا الصبرَ والتحمُّلَ والتجلُّدَ… بينما لا ينطبق هذا الكلام على من يتقاسمون الكعكة السورية من التجارة والتهريب وأخذ المناقصات.
ماذا قدَّمَ المستشار أبو غزالة من استشارات مالية واقتصادية، حتى أصبحت بيضة الدجاجة الذهبية ب160 ل.س لحظة كتابة هذا المنشور .

-أيّوب السوري؛ يدرك تماماً أن هناك برمجة خطية ولولبية؛ لتفريغ المواطن السوري من أي مدَّخرات.. كي يبيعَ كلِّ أشيائه؛ ومقتنياته؛ وتراثه؛ وذكريات الأهل؛ ويعيشَ من أثمانها.

هذا الأيّوب السوري؛ يعرف أن راتبه الشهري بمعدل 60000ل.س يدفعها مسؤول في الحكومة أو الدولة قيمةً لإطعام كلاب مزرعته أو قططه، يتسلى بها أحفاده في يوم واحد. وما على أيَوب إلا الصبر…!!!

– أيّوب السوري الصابر الحيران؛يتساءل: لماذا المسؤولون ومن أعلى المستويات في الدول الصديقة..الصين وإيران..لايركبون إلا سيارات محلية الصنع…….

د : نور الدين منى  **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى