رياض فكر

قانون الله وقانون البشر

خلق الله  الحياة وقدرها لجميع خلقه من البشر …

قدرها للبشر بكل تفاصيلها العادلة, وقدرها لغير البشر من  المخلوقات الأخرى , كل حسب طبيعته ودوره الذي خلق لأجله , وحسب دوره في عالمه  الخاص , كعالم الحيوانات البحرية منها والبرية , الذين يعيشون حياة فوضوية,  القوي فيها يأكل الضعيف, وهي حكمة الله في خلقه ,,, طبعا نحن  جعل الله لنا نظاما يختلف عن نظام فوضى عالم الحيوانات,فنظمها لنا  حياة تخضع لقانون العدل والعدالة الإلهية بدقة متناهية بعيدة عن الظلم والفوضى  ..

لكن الغريب في الأمر  , تغير الإنسان للنظام  القانوني العادل  الذي وضعه لنا الخالق , فأصبح الإنسان يعيش فوضى الحيوانات فأصبح القوي يأكل الضعيف , والكل يعيش على الكل ….,بعيدين  عن الحياة التي قدرها الله لنا  , حياة الإنسانية التي لا يمكن أن تكون في جو من الفوضى , ولا يمكن أن تكون إلا تكافلية لا أنانية فيها , تحكمها الرحمة التي لا تعرف القسوة ولا يظلم القوي فيها الضعيف ولا يفتري فيها الكبير على الصغير …

من الغريزة حب الذات , وهي حق لكل ذات , فإذا آنفرد بها القوي وأنكرها على غيره كأنها حق له , كان ذلك الإنفراد طغيانا وعدوانا , لذلك لا بد من أن يكون لنا قانونا يحكمنا مهمته أن يجعل الحقوق عادلة , وأن يتم توزيعها بعدل لا ظلم فيه .

القوي يتباهى بما يملك من أسباب قوته , أما الضعيف فلا حول له ولا قوة له إلا القانون , كأداة لكبح المتجاوزين على الحقوق , ولا يمكن للقانون أن يكون مطية لتبرير التجاوز في الحقوق كي لا يفقد هيبهته كسلطة رادعة …وهنا  يتوجب الإهتمام بأمرين :

التفويض الإداري المشروط لمنع القوي من إغتصاب حق  الضعيف …

التنفيد الذي يحتاج إلى سلطة رقابية  , تسعى لعدالة ذات مخالب وأنياب حادة تخيف كل متجاوز ومعتدي , وترفع الظلم عن المستضعفين , لأنه لا إختلاف في شرعية العدالة كحق من حقوق الله لكل عباده في كل ما إرتبطت به الحياة , وهذه من مهام الدين في مجتمعه , لكن الخلاف الكبير هو في فهم معنى  العدالة وما يدخل ضمنها من الحقوق , ومتى تتحقق  العدالة بعيدا عن الجور  والطغيان , في من هو مؤهل لوضع موازين العدالة , لأن مفاهيم العدالة تتجدد بإستمرار لكي تواكب مطالب الإنسان الضرورية لكمال الحياة التي ضمنها الله للإنسان ..

فمن  خلال دروس الظلم وجبروت الأقوياء على المستضعفين , تبين أن الإنسانية شعرت بالضعف في قوة الشر,لذلك عليها أن تستيقظ من ذلك الحلم الجميل الذي كانت تشعر به لكي تصلح الواقع الذي تعيشه ,  وتخفف من تلك الأنانية والظلم القابع خلفها ,لأن كمال الإ نسانية  يتم بثلاث : الشعور بالمحبة, والرحمة , و التكافل  لكي نرتقي بالإنسانية التي جبل عليها الإنسان لتليق به كبشر وخليفة في الأرض …..

كمال عبود **الشارع  العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى