قصص من الواقع

قصة القاضي

#قصةالقاضي

جاء رجلٌ إلى محل دجاج ومعه دجاجةٌ مذبوحةٌ يريد تنظيفها وتقطيعها، فطلب منه صاحبُ المحل تركها والعودة بعد ساعةٍ لأخذها.

مر قاضى المدينة على صاحب محل الدجاج وقال له أعطنى دجاجة .. فأجابه: لايوجد إلا هذه الدجاجة، وهى لرجل سيرجع ليأخذها .. فقال القاضى أعطنى إياها وإذا جاءك صاحبُها قل له إن الدجاجةَ طارت، فإن اعترض دعه يشتكى وسيأتى الي وانا سأتصرف معه..
ثم أخذ القاضى الدجاجة وذهب. وعندما جاء صاحب الدجاجة إلى محل الدجاج لكي يأخذ دجاجته، أخبره صاحب المحل بأنها طارت، فغضب صاحب الدجاجة وقال: هل أنت مجنون؟ لقد أحضرتها وهى مذبوحةٌ فكيف تطير وهى مذبوحه؟! هيَا نذهب للقاضى، حتى يحكم بينا ويظهر الحق.
وأثناء ذهابهم للقاضى مرُّوا بمسلمٍ ويهودى يقتتلان، فأراد صاحب محل الدجاج أن يفصل بينهما ولكن إصبعه دخلت فى عين اليهودى ففقأتها.
تجمع الناس وأمسكوا بصاحب محل الدجاج وذهبوا به إلى القاضى وعندما اقتربوا من المكان أفلت منهم وهرب ودخل مسجداً وصعد فوق المنارة فلحقوا به، فقفز من فوق المنارة ووقع على رجل مسن كبيرٍ فمات الرجلُ.
فجاء ابن الرجل ولحق بصاحب محل الدجاج وأمسكه هو وباقى الناس وذهبوا به إلى القاضى فلما رآه القاضى تذكر حادثة الدجاجة وضحك، والقاضى لا يدرى أن عليه ثلاث قضايا: سرقة الدجاجة، وفقئ عين اليهودى وقتل الرجل كبير السن.
وعندما علم القاضى بالقضايا الثلاث أمسك رأسه وجلس يفكر، ثم قال: دعونا نأخذ القضايا واحدة واحدة. نادوا أولاً على صاحب الدجاجة. قال صاحب الدجاجة: هذا سرق دجاجتى وقد أعطيته إياها وهي مذبوحة، ويقول إنها طارت، كيف يحدث هذا يا سيادة القاضى؟!
قال القاضى: هل تؤمن بالله؟ قال: نعم. قال القاضى: الم تعلم أن الله يحيى العظام وهي رميم… فقم، فما لك شيء عند الرجل.
أحضروا المدعى الثانى.
جاء اليهودى وقال: هذا الرجل فقأ عيني. فقال القاضي لليهودى: العين بالعين والسن بالسن، لكن دية المسلم لأهل الذمة النصف .. يعنى نفقأ عينك الثانية حتى تفقأ عين واحدة للمسلم. فقال اليهودى: لا لا أنا أتنازل عن الإدعاء عليه.
فقال القاضى: أعطونا القضية الثالثة.
جاء ابن الرجل المسن الذى توفى وقال: هذا الرجل قفز على والدى من فوق منارة المسجد وقتله .. فقال القاضى: اذهبوا بالمتهم الى نفس المكان، واصعد أنت فوق المنارة وتقفز عليه. فقال الشاب: لكن ياحضرة القاضى إذا ما تحرك يميناً أو يسارًا يمكن أن أموت أنا! قال القاضي: والله هذه ليست مشكلتى لماذا لم يتحرك والدك يميناً او يسارًا؟! .. فقال الشاب: لا لا أريد شيئاً منه، وتنازل عن الإدعاء عليه.

#العبرة:

عندما تفسد العدالة .. تضيع الحقوق

#وقائع_الشارع_العربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى