الدين والمجتمع

عسعس

فيما كنّت أقلب في هاتفي صباحًا ظهر أمامي مقطع يوتيوب لـ وفاء سلطان ، تتحدث فيها عن القرآن الكريم بتهكم ، وتدعي بلاغتها باللغة العربية ، و ذكرت قوله تعالى : والليل إذا عسعس ، قائلة كيف اترجم هذه الكلمة لمن لا ينطق العربية و ما معناها ، وما البلاغة فيها يا من تدعون بلاغة القرآن .

وبالصدفة فيما أراجع ذكريات الفيس وجدت أني كتبت منشورًا منذ خمس سنوات قلت فيه :

والليل إذا عسعس
كلمة : (عسعس ) فقد فسرت بأنه إقبال الليل ، وفسرت بأنه إدباره .
و من خلال نظام القرآن : نجد أن الليل والنهار متقابلان ، الليل يقابل النهار
ومن خلال المعجم القرآني : نتطرق إلى ثلاثة أمثلة من القرآن الكريم :
[ وَاللَّيْلِ إِذْ أدبر، وَالصُّبْحِ إِذَا أسفر] سورة المدثر
[ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ، وَالصُّبْحِ إِذَا تنفّس ] سورة التكوير
[وَاللَّيْلِ إِذَا يغشى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى] سورة الليل

من خلال الآيات يتبين أن هناك أفعالا متقابلة :
أدبر / أسفر
عسعس / تنفس
يغشى / تجلى

فقانون التقابل يحتم الدقة في التعبير ، جاء في لسان العرب : ” والعسعس : الخفيف من كل شيء ”

فتنفس الصبح بنوره لا يقابله إلا خفة ظلام الليل شيئا فشيئا ، وهو المعبر عنه في قوله تعالى : …وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ…البقرة 187

كم مخجل أن يقف من يدعي الثقافة ، ينتقد دون علم ، وينتقص دون دراية

سليمان_عمر** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى