رياض فكر

عالم غريب

هو عالم غريب تعيش برهة فيه من الزمن تحسبها دهرًا ، تنتقل فيه الى عالم غير عالمك ، عالمٌ يخيفك او عالمٌ تتمناه ، أماكن ألفتها وقضيت فيها عمرًا .

تضحك بملء فيك ، او تصرخ حتى تجف حنجرتك ، تقابل من تحب ، من تفتقد أو تهرب متعثرًا من غول تجسدت فيه آلامك .
تتألم ، تنزف حتى توشك على الهلاك ،وترى نجيعك بركة حمراء تغوص فيها حتى تكاد تختنق ، تلك الوجوه التي طالما هربت منها تظهر لك فجأة تحيط بك من كل جانب تصرخ حتى ترى أحشاءها من بين شدقيها .
آه لهذه الروح حين تغادر الجسد كل ليلة تحوم فوقك تراقبك وانت في سباتك ، وانت ميت كل ليلة تنتظر بعثك من جديد ، تنتظر منحتك الالهية التي يهبها الرب لك ، ويراقبك من عليائه ويحنو عليك ويهمس في وجدانك ، هذه فرصة أخرى لك فما أنت فاعل بها .
ومازلنا بنفس الغباء نكرر أخطاء البارحة ، نصرخ ونجادل ، نكذب وننافق ، نتألم ونؤلم غيرنا وحين تخرج الروح منا مرة أخرى نعود الى تلك الأماكن مرة اخرى لنرى اطياف اعمالنا سياط تضرب ارواحنا وتجلدنا ، تطاردنا لنسقط في بركة دمائنا مرة اخرى ، نغوص فيها نمد يدنا علها تمسك حبل نجاة ، ونصحو نتلفت حولنا ،،،،،،، هو حلم اذاً لا بل هو كابوس ،،،، بل هو إنذار ينبهنا احذر قد لا نجد غدًا ذلك الحبل الذي ينقذك ذلك الحبل الذي يرسله الرب لنا كل ليلة ، وتبقى روحك تطوف حول ذلك الجسد المكوم فوق السرير فاغرًا الفاه جاحظ العينين كأنه يصرخ عارٍ من كل شيء إلا من الحقيقة التي تمثلت لها حين أضحت في عالم الحقيقة

سليمان عمر** الشارع العربي ** 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى