خواطر

طغيان حزن

عندما يطغى الحزن على القلب فإن افراح الكون تصبح ضوضاء تزيد كدره، لا لانه لا يحب الفرح لغيره إنما لأنه لا نصيب له منها.

عندها فقط تتحول الدموع جمرًا يحرق الوجنات، ويصبح الابتسام مجرد من المشاعر إنما نرسمها على الوجه ليشعر الاخر اننا صامدون.
هذه الدموع هي المتنفس لمن سحق قلبه، يطهر بها روحه من الرجس الذي علق به ولوثه .
يفكر فيها أن يموت شوقًا ولا يحيا مللًا مهملاً، عندما يزأر الحب داخل الروح بحثًا عن متنفس له،

وعندما تطغى صورة من يحب على كل شيء، يستشعر ذلك بكل ذرة في الكون، فيراه في كل ظواهر الكون لكنه لا يطاله، فهو بعيد عنه بعد أبراج السماء، لكنه يرى ابتسامته في زهرة تداعبها انسام الصباح ، ويرى أطباق جفنيه عندما تغلق الوردة بتلاتها مساءً عندما تغيب الشمس.
يسمع رنين ضحكاته مع أصوات السنونو المهاجر عند الأصيل فيطبق أجفانه على أمل أن يستيقظ على صوت من أحب .
وعندما يستيقظ على أشعة الشمس المنسلة من خلف الستائر يجد نفسه وحيدًا مرة اخرى فيعود كما كان حزينًا رطب العيون، وألم طاعن في صدره.
تلك الدموع عندما تنهمل تترائى الصور أمامها ضبابية كأنها ترى من خلال غيوم دكن ، لا تلبث ان تنهمر مدرارة لتسقي وجها غصه حزن الأيام المتتالية التي حفرت فيه أخاديد وتشققات كأرض عتيقة لفحتها رياح جافة عقودا لم تحظ بلمسة حانية ، تشتاق لتلك الأنامل لتعيد زراعتها بالفرح ؛ فتزهر ابتسامات وتعود كما كانت عند الولادة غضة ندية .

د: سليمان عمر **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى