الدين والمجتمع

المؤتمر الكوني الإلهي الأول

قال تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ

سبحان الله العظيم :رغم الحوار الطويل وتقديم الحجة والبرهان من الله تعالى للملائكةواعترافهم بعجزهم عما يعلم الله

وحتى لما علمه لمخلوقه الجديد *آدم* .

ورغم تعليم آدم لهم لما علمه خالقه مما لا يعلمون، وجد من يأبى ويستكبر .

وفي موقع آخر يعصى ( الله أكبر )

يعصاه من هو من الجن ، ووجد بين الملائكة الذين يفعلون ما يؤمرون ،والمجردين من الغرائز كلها .

وفق العقيدة لا يعقل ذلك ، لكنه لحكمة أرادها الله بل لحكم كثيرة لا ندركها .

ولكن ذلك لا يمعنا من العبرة وتدبر الأمر وعصيانه ولعل ما فهمناه من هذا وكأن الله تعالى يقول لنا :

يابن آدم يامن آستخلفتك في الأرض لتعمرها ..

لا يكفي حوارك مع من لك طولا عليهم، ولا يكفي إقناعهم إمتثالهم لأوامرك دون تساؤلات

ودون مفاجآة عصيان أحدهم واستكباره.

فإذا كنت أنا الله يأبى أمري من جعلته يفعل ما يؤمر به ،وما عليك إلا فعل ما فعلت أنا..

فما عليك إلا أن تحاور من عصاك منهم مرة أخرى ومرات ..

فلقد بين الله في موقع آخر سؤاله :ما منعك أن ترفض ما أمرتك به ؟

قال أنا خير منه ,خلقتني من نار وخلقته من طين ..

وفي موقع آخر طلب من آستكبر أن يعطيه مهلة( انظري إلى يوم يبعثون ) إنك من المنظرين ..

يا الله !! إمهال مفتوح لمن أبى وآستكبر وعصي..

وفي موقع آخر لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين..

وفي موقع آخر إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ..

هكذا يريد الله أن نتعلم من حكم القرآن..

ولا بطش ولا قسر ولا قتل.. بل تساؤل وجواب .. وعلل وأسباب ومهلة حتى لمن رفض الأوامر .

ومالي أرى اليوم من يرى وجوب نشر التعاليم الإلهية بالذبح والحرق والتدمير..

وكأنه لم ير يوما كيف حلم الله على من عصاه..ولم ير ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )

ولم ير ( لا إكراه في الدين)  ولم ير إنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد.

ولم ير ( فذكر إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر..إن الينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم .) .

ولا بد لبيان العلة والسبب !! خلقتني من نار وخلقته من طين حيث أصحاب علوم الفيزياء والكيمياء يقولون :

أن النار جوهر الأشياء وأقواها ،وهي أفضل من الطين، لأنها تحرق الشوائب .

لكن علماء الأحياء يقولون :أن الطين مصدر الإنبات ،والإنبات مصدر الحياة ..

وسيان بين ما يحرق ويتلف وما يبن ما ينبت وينمي..

المحامي : علي علايا **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى