عام

ليلة الخميس

إسمي مصطفى أبلغ من العمر أربعون سنة .. أعمل محاسب في شركة أدوية أعمل عملا إضافي لأزود من دخلي وأسعد أسرتي التي تتكون من زوجتي و ثلاث بنات أعشقهن وأقضي أغلب وقتي معهن أدللهن أستمع لهن ألعب معهن أسعى دائما لإرضائهن… أنا محظوظ جداً بعائلتي، دائماً أنجز عملي  بسرعة لأكون معهم لا أغيب عنهم إلا سويعات في  يوم الحميس ليلة العطلة الأسبوعية أقضي بعص الوقت مع أصدقائي في المقهى ..

يوم الخميس ١٥-٨-٢٠١٨ عندما انتهيت من العمل التقيت بأصدقائي في المقهى

قضينا وقتا  ممتعاً كالعادة لكنهم غادروا باكراً ذاك اليوم .. وبقيت أنا أتمم كوب الشاي الذي  كان أمامي وهممت بالنهوض فإذا بي ألمح  فتاة تقف في إحدى الشرف في عمارة ما..  تلوح بيدها وتصرخ أنت ..أنت  مما جعلني أعتقد أنها في مأزق وتريد أن أساعدها ..هرعت لنجدتها دون أن أستوعب ما يجري من حولي..

فتحت لي الباب وسحبتني داخل الشقة سألتها  ماذا بك هل أنت  بخير؟

قالت :لا يوجد شيء وأغلقت الباب وهي تقول كل ما أريده أنت، ..فقط

أصابني الذهول  وأخرس لساني  لشدة اندهاشي من تصرفها و كلامها المزعح متسائلا ما سر  هذا تمثيل ؟!

رجعت للوراء نحو الباب كي أخرج من البيت..لكنني وجدته مغلق، وعلى الرغم من محاولاتها الكثيرة في التودد لي  كان رفضي وصدي لها يزداد بقوة ..

أخذت تصرخ بصوت عالي وكأنها تستغيث مني وكأنني أؤذيها اندهشت من الموقف، لا أعرف ما تقصده وما تريده فأنا لا  أعرفها ولا أعرف شيئا عنها …

قلت في سري إنها بالتأكيد مريضة نفسية أو مجنونة

بدأ الناس يتجمعون بجانب الباب من شدة صراخها و بدؤوا  يحاولون  كسره..في تلك الأثناء مزقت  هي ملابسها وجرحت نفسها بأظافرها …..

لم أفهم ما يحدث في تلك اللحظة فقد توقف عقلي عن التفكير  نهائياً وكأنني في كابوس

وفتحت  لهم  الباب  وهي تصرخ لقد أغتصبني …

وهنا بدأت الكارثة بالنسبة لي:

كيف يمكن لفتاة أن تفعل ذلك في نفسها! ولماذا أنا بالذات  ؟!

ماهذا البلاء ياربي !!

اتصل جيرانها بالشرطة وبالفعل جاءوا وأخذوني..حكيت لهم ما ما حدث…..

لكنهم لم  يصدقوني ، فكل التهم موجهة إلي، قاموا بحبسي وكان هذا اليوم أصعب يوم مررت به في حياتي

جاءت زوجتي  في اليوم التالي ودون أن تسألني  عن ما حدث أخذت تصرخ في وجهي وتسألني عن سبب فعلي ذلك

بكيت في تلك اللحظة، كيف يمكنها أن تصدق ذلك ..لأنني كنت على يقين أنها الوحيدة التي ستصدقني وتدافع عني ..

لأنها أكثر الناس معرفة بي وبأخلاقي وباستحالة فعلي لهذا الأمر

ذهبت زوجتي دون أن تنتظر مني الرد أو تسمع مني ماذا حدث فقد صدمتني أكثر من المصيبة بحد ذاتها..

إنه يوم مشؤوم وأسوأ يوم مررت به في حياتي

وبعد مرور خمسة عشر يوماً من تواجدي في السجن لم يأت أحد لزيارتي…

لقد صدق الجميع أنني فعلت ذلك والأدهى أن الفتاة قدمت تقريرا طبيا بأنها حامل مني

وللتأكد من صحة التقرير لمعرفة هل الحمل يعود لي طلب القاضي عمل تحليل DNA

فرحت بطلب القاضي  لأنني الوحيد الذي يعرف أن تلك الفتاة كاذبة

في جميع جلسات المحكمة لم تأت زوجتي لتقف بجانبي وأنا متعجب من موقفها وفي اليوم الأخير من الجلسة، حضرت لتعرف نتيجة المحاكمة

تبين  أخيرا أنني بريء من التهمة …والمفاجأة التي صدمتني أن التحليل أثبت أنني عقيم ..ذهلت مما سمعت ..

ونظر  كل من يعرفني في المحكمة لي و لزوجتي كيف أنا عقيم ولدي ثلاث بنات ؟؟

أسرعت زوجتي خارج المحكمة …خرجت زوجتي بسرعى خارج  المحكمة

جلست في السجن سبعة  أيام وبعدها خرجت

مرت علي كأنها سبع  سنوات ،لم أستطع النوم من شدة التفكير

هل تعلم شعور أن تكون لديك زوجة بالإسم فقط  !!؟

هل تعلم شعور أن يكون لديك أطفال تعشقهم أكثر من روحك وتكتشف أنهم ليسو أطفالك

خرجت وذهبتُ مباشرة إلى المنزل …

تفاجئت أن مفتاح البيت قدّ تغير ،فقد غيرت مفتاح البيت خوفاً مني

ولكن بيتي في الطابق الأخير أستطع الدخول من السطح إلى النافذة مباشرة

عندما رأيتها أصيبت بحالة من الهلع والخوف الشديد

ركضت إليها مباشرة وسألتها أين الأطفال؟

فأجابت أنهم عند أختها…

هذا ما كنت أريده بالضبط أمسكت المزهرية وبدأت بضربها مباشرة على رأسها بلا رحمة  تجسدت لي كأنها شيطان رغم ما أشاهده من الدم الذي كان ينزف منها ..توقفت عندما سقطت أرضا متأكدا من موتها

خرجت مباشرة وذهبت إلى قسم الشرطة وقصصت عليهم قصتي وقد حكم علي بالسجن لمدة 5 سنوات ..

خرجت من السجن ولم أعد إلى بيتي ولا إلى أطفالي ولا إلى عملي ..

الآن  أمضي حياتي أعد الأيام فقط

فما قبل الحادث ليس كبعدها ،أنا الأن مجرد إنسان بلا روح ….

#العبرة:
إثنان لا يجتمعان :حسن النية وسيء النية

و دائماً تساق مصائب في الحياة ،لتكشف  لنا أمورا …ما كانت لتكشف ….

#وقائع_الشارع_العربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى