عام

سر العداء وبداية الحكاية 4

من لا يعرف بداية الحكاية  لايدرك مغزى نهايتها

 

 

من لا يعرف بداية الحكاية  لايدرك مغزى نهايتها

الفصل الرابع: مقتل عثمان بن عفان 

تتسارع الأحداث بعد مقتل الفاروق من قبل أبولؤة المجوسي الفارسي واعتبرها الصحابة صدفة عَرَضيَّة وفردية منه ؛لكنها في حقيقتها تدخل في صلب حقد المجوس الفرس وانتقامهم لكسرى !!!

ويتولى قيادة الأمة العابدالناسك التقي الورع ( عثمان بن عفان ) الذي ما عرف اللؤم والحقد والخديعة يوما ؛ والذي جهز جيش العسرة بكامل عتاده وعدته ولوحده والذي قال فيه الرسول ( ص) : إن عثمان لتستحي منه الملائكة وزوجه ابنتيه وحاذ على لقب ذي النورين ممن لا ينطق عن الهوى؛ ولعل توليه القيادة لم يكن موفقا لشدة نسكه وورعه؛ ..

حيث لا يكفي الورع والنسك لقيادة الأمم ولابد من القوة والبأس والعزيمة ومعرفة من هم الأعداء وماذا يخططون وهنا تأتي مقولة الفاروق : ماعرف الإيمان من لم يعرف الكفر وقول رسول الإنسانية (ص) :من تعلم لغة قوم أمن مكرهم !!

إنهم الفرس المجوس الذين ٱعتادوا على استعباد العرب ؛ولكن العرب الذين عُزوا بالإسلام تمكنوا من تدمير فرعونيتهم في المشرق الأسيوي والتي بنت أسسها وأركانها على استرقاق الشعوب واستعبادها.!!!

وفي ظل ذلك ظهرت المحسوبية والفساد لحد ما بعد تولي عثمان للقيادة ؛ وكان ذلك فرصة ثمينة للفرس الذين يموتون بغيظهم؛  فاستغلوا هذا وتمكنوا من إيجاد من يؤيدهم من المسلمين العرب  كل نداىة وخيانة  وعزموا على قتله ..فحاصروه في الحرم المكي ولم يفكر في أن  يقاوم ولم يترك فرصة لمن يدافع عنه في مواجهة قاتليه ..فاخذ في قراءة القرٱن مستسلما مطمئنا  .بقلب مفعم بالايمان .ومتأملا لقاء الله …

وهنا لا بد من ذكر مقولته الشهيرة لإبني علي

(الحسن والحسين ) اللذين قابلاه وأبديا استعداهما للدفاع عنه بمواجهة المهاجمين فقال : إن غايتهم إرهاق دمي وتنتهي الفتنة فليكن هذا ولا اريد نزف قطرة دم من أحد غيري . فانسحبا ؛ ودخل المجوس مع قلة من الذين خُدِعو ا وتم قتل عثمان
رحمك الله ياعثمان ورضي الله عنك . عشت عابدا ومت ناسكا حريصا على الحفاظ على قطرة الآخر؛ وجعلت دمك اتقاء للفتنة… إبتغاء وجه الله وحسن لقاء رسوله..

وللحديث بقية إن شاء الله .

المحامي :علي علايا **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى