قضايا الساعة

زمن تحريك الأصابع لا الضمائر .

رسالة من ريان إلينا

عجيب أمركم
انتبهتم إليَّ على مدار ستّة أيّام.
وأنا فردٌ وحيد في جوف الأرض
ولم تنتبهوا إلى الملايين الذين يُشبهونني
وهم قد سبقوني
سبقوني ليس إلى باطن الأرض
بل إلى بواطن المآسي
إلى بواطن الآلام
هم يبحثون على لقمة؛  لعلّهم يجدونها
هم يبحثون عن حرف يتعلّمونه
رغم أنّهم يعيشون في العَراء
هم يشتاقون أن نعترف بأنهم بشر مثلنا
وأنتم تتجاهلونهم وكأنّهم غير موجودين
أنا ريّان
صيحة في وجوهكم
صرخة تهزُّ أسماعكم
جملة تحومُ حول رؤوسكم
ولكنّكم لا تعقلون
كم من (ريّان) سقط في الجبّ قبلي
وتغافلتم عن قلب أمّه
وفؤاد أبيه
ولم تبحثوا عنه
كم من ريّان ناداكم بأعلى صوته
فلم تتجاوز صرخاته صيوان آذانكم
أنا ريّان
هل تعلمون؟
أنا أشكُّ في إيمانكم بالطفولة كلّها
وما هرجكم ومرجكم الذي حصل حول البئر
إلّا فقاعات إعلامية تُجيدونها
والله لو أنّكم تركتم أهل قريتي يحفرون حوافَّ البئر من حولي بملاعقهم
لأنقذوني خلال ساعات
لأنّهم لن يبخلوا بإيجاد الحيلة
ولأنّهم يحبّونني
ولكنّكم غلبتموهم بِعُدَدِكم ومعدّاتكم
الكاميرات وأجهزة التصوير المتنوّعة كانت حاضرة حول البئر بأعداد تفوق عدد ذرّات التراب الذي في التربة
والرسائل الإعلامية المتنوعة كانت شاهدا ولم تكن فاعلا
أنتم تعيشون في زمن تحريك الأصابع
لا تحريك الضمائر ولا العقول
أنا ريّان
طبتُ حيّا
وطبتُ ميتا
وإني أطيرُ في الجنّة الآن
بعيدا عن جحيمكم
فهنيئا لي
وتعسا لكم

محمد كرزون** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى