قصص من الواقع

رسالة عمر : لعالم فاقد للإنسانية !!!

أنا عمر من مدينة أريحا في إدلب وهذه رسالتي للعالم أجمع..
تساءلت عن سبب قتلي وأنا ذاهب الى مدرستي لأنهل منها العلم وأقتبس من نورالمعرفة قتلت وأنا أحمل حقيبتي التي تحوي في داخلها العالم..!! ذاك العالم المتخاذل عن نصرتنا.
تعلمت في كتبي حقوق الطفل التي لم أحظَ بحق واحد منها فقد سُلبت مني ومعها روحي..!!
قرأت فيها عن الرحمة والتعاطف ودرء الطغيان عن المستضعفين ..فتجرعت في وطني مرارة الظلم وأقسى أنواعه ،وما لمست فيه الرحمة والتراحم!!
في تلك الكتب تعرفت على عالمٍ كبيرٍ وزرت قاراتٍ ومدناً عابراً بحاراً ومحيطات.. وأنا لاأزال مهجّراً محاصراً في بقعةٍ جغرافيةٍ ضئيلة أفتقد أدنى أسس الحياة !!
حفظت وتعلمت الكثير من تلك الكتب وما عشت شيئاً مما تعلمته !!
نحن نعيش وكأننا في كوكبٍ سوريٍّ بائسٍ منعزلٍ عن كونٍ رحيبٍ منشرح ..!!
قتلوا أطفالنا ورجالنا ونساءنا.. أمهاتٌ ثكلى وأيتامٌ جياعٌ ضياع قلوبٌ مقهورة وأنفاسٌ محروقة حربٌ معتوهة.. بدأت من قبل أن أُخلق ..أُزهقت روحي وما انتهت.. والعالم كله أعمى بل مستعمي عمّا يجري.
أنا انتقلت إلى جوار ربٍّ رحيم.. لكّن قلب من يحبني مفطورٌ على فراقي.. ففي بلدي ترحل أرواحٌ كثيرة مع موت كل شهيد.. لن أسامح ومن سبقني من الشهداء من تخاذل أوتهاون في رد العدوان والقتل عن شعبي …وعند الله تجتمع الخصوم…

جميلة قري**الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى