خواطر

ذلك الغريب

شخص ما…
يقتحم حياتنا الرتيبة..
نفتح له كل الأبواب طوعا.،،أو كرها،،،
تحت ضغط شعورنا بالوحدة
نسمح له أن يرانا بمنظار فيكتشف كل خفايانا
نتعرى أمامه كأنه مرآة حمام ننظر فيها
يقترب من أرواحنا يلمس مشاعرنا فيصيبنا بقشعريرة لا نجد لها إسما
ويدخل إلى دهاليز عقولنا ويتجول في أخاديدها حتى ندمنه؛  نسمع صوته لمرة،، فيعلق صوته في ذاكرتنا بقوة ويطرد كل الأصوات التي اختزناها لسنوات
نراه لساعة،،، فتصبح صورته هي كل ما نراه ونعمى عن ما سواه.
ندور حوله في دوائر مغلقة،، بانتظار أن ينتشلنا ويقطع محور الدائرة.
نسعى إليه لا ندري ماذا ننتظر منه
ماذا يكون؟
من يكون؟
ذلك الغريب الذي أصبح يسكننا
دون حول منا ولا قوة.
ذلك الغريب
الذي جعل وحدتنا في غيابه أصعب
وليلنا إن لم يبد فيه نجمه أطول
ونهارنا بلا شمس إن غاب عنه.
ذلك الغريب الذي أصبح قريبا؛  حتى ظننا أننا رأيناه وعرفناه في حياة سابقة جمعتنا به..
غريب..
أصبحنا بدونه غرباء عن أنفسنا
لا نعرفها إن رحل أو غاب عنا
لا نعود نحن إلا إن أعادنا
ذلك الغريب …

أمل بشير** الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى