الدين والمجتمع

الثوب الأبيض

#يروى أن أحد الملوك أعلن عن جائزة كبيرة لأحد رعيته ،..

وكان شرط الحصول على الجائزة هو التالي :
سنعطيك ثوباً أبيض ناصع البياض تذهب به إلى بيتك وتأتيني في الصباح وأنت تلبسه ..

فإذا استطعت المحافظة على نظافته تماما كما سلمناك إياه فقد ربحت الجائزة .. وإلا فلا ..
جاء رجل واستغرب من هذا الرهان الغريب والسهل .. أخذ الثوب ومضى إلى بيته ..

وفي صباح اليوم التالي لبسه بكل تأني حتى لا يترك أي أثر عليه ثم خرج من بيته ..
صعد لأقرب عربة وذهب ليجلس في الخلف حتى لا يضطر للاحتكاك مع أحد الركاب الذين يصعدون بعده ..

جلست إلى جانبه سيدة وطلبت منه إغلاق النافذة لأنها تشعر بالبرد .. ورغم أنه كان يشعر بالحر إلا أنه استجاب لطلبها

دون نقاش حتى لا تمد يدها لتغلق النافذة فتلوث ثوبه ..

نزل من العربة فوجد مجموعة من الشباب واقفين على جانب الطريق ينتقدون الغادي والرائح ..

بدؤوا يغمزون ويلمزون ويحاولون استفزازه .. حدثته نفسه بتلقينهم درساً لا ينسوه .. لكنه خاف أن يتلوث ثوبه ..

فأعرض عنهم وأكمل طريقه ..

أثناء سيره كان هناك بائع متجول عندما رآه قال له لقد اصطدمت بعربتي وأفسدت بضاعتي ..

لم يشأ أن يدخل معه في جدال أوعراك فأعطاه مبلغا من المال تعويضا عن شيء لم يفعله ..

واستمر طوال الطريق يجنب نفسه حوارات وصراعات ما كان يتخيل أصلا أنه قد يقابلها ..

كان هدفه الوحيد أن يصل إلى قصر الملك والثوب الأبيض ما زال أبيض لم يتلوث بشيء ..
وفي النهاية كسب الرهان … لكنه عرف أن المسألة لم تكن سهلة أبداً ..
والآن هل ندرك ما هو التحدي الأصعب من تحدي الثوب الأبيض؟
إنه التحدي الخاص بكل واحد منا في الحياة ..
التحدي الوحيد هو أن نصل في آخر الرحلة عند ملك الملوك وقلوبنا بيضاء كما استلمناها أول تواحدنا ..
و أن نصون العهدة التي أعطانا إياها ربنا سبحانه وتعالى ..

#العبرة:
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ

د:حسن العطرات  #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى