الدين والمجتمع

حقائق عن الموت

هل الإنسان روح وجسد.؟

أم روح ونفس وجسد؟؟؟؟

هذا الموضوع أخذ كثيرا من النقاش… وكتبت فيه الكثير من الأبحاث…. وهو موضوع قديم جدا… ولا يزال النقاش فيه محتدما….
ولكي لا أدخل في تعقيدات النقاش الفلسفية أو التعريفات المعقدة التي تجعل القارئ يمل من الصفحات الأولى… أحب أن أعطيكم ما توصلت إلي بشكل سريع ومختصر ….

فبعد أن استقرأت الآيات المتعلقة بالروح والنفس… وبعد أن إطلعت على كثير من الأبحاث تبين لي ما يلي   :

1_ الروح هي النفخة التي يحي بها ربنا الانسان بعد تكوينه في رحم امه
قال تعالى : (فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)
_والروح سر من اسرار الله … لا يمكن للانسان ان يعرف ماهيتها ولا حقيقتها…
قال تعالى : ( ويسئلونك عن الروح… قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم إلا  قليلا)
_والروح تنفخ في الجنين عند الاربعين يوما وليس بعد مرور 120 يوما كما كان سائدا في السابق
ذلك أن الفقهاء حين لم يكن الطب متطورا كانوا يعتبرون أن الروح تنفخ بعد 120 يوما
وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم
م: (إنَّ أحدَكم يُجمَعُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا، ثم يكونُ عَلَقَةً مِثلَ ذلك ، ثم يكونُ مُضغَةً مِثلَ ذلك ، ثم يَبعَثُ اللهُ إليه ملَكًا بأربعِ كلماتٍ ، فيكتُبُ عملَه ، وأجلَه) رواه البخاري

فقد فسروا قول النبي (مثل ذلك) على انه نفس المدة الزمنية
يكون نطفة في بطن امه 40 يوما
ويصبح علقة 40 يوما
يصبح مضغة 40 يوما
ثم تنفخ فيه الروح

لكن الطب الحديث أثبت أن  الجنين يتطور من نطفة إلى علقة إلى مضغة خلال الأربعين يوما الأولى…
وهذا التناقض بين حديث البخاري وبين الطب الحديث إزاله حديث مسلم…
حيث ورد النص في رواية مسلم كما يلي : (أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك…. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك… الخ)
فقوله في ذلك.. تحمل على الاربعين يوما الاولى…

لذلك يعتبر اسقاط الجنين محرما قطعا عند بلوغه في رحم امه اربعين يوما…

2_ أما النفس فهي ذات الانسان… عقله…غرائزه… ميوله… عواطفه
وهي إما أن تكون نفسا زكية او نفسا فاجرة خبيثة
قال تعالى : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها… وقد خاب من دساها)

كما أن النفوس تمرض… كما يمرض الجسد..
قال تعالى : (في قلوبهم مرض… فزادهم الله مرضا..)

كما أن الإنسان حين يرتكب المعاصي فإنه يكون بذلك ظالما لنفسه….
قال تعالى : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)

والنفس تعمل السوء .. كما تعمل الخير… وذلك بتصرفات الانسان بحواسه وأعضائه
قال تعالى : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا… وما عملت من سوء.. تود لو أن بينه وبينها أمدا بعيدا… ويحذركم الله نفسه… والله رؤوف بالعباد)

لذلك هناك علم قائم بذاته إسمه علم النفس… وهناك طب قائم بذاته إسمه الطب النفسي…. وهو يعالج إنحرافات النفس وأمراضها …. لا إنحرافات الروح..

3_والله سبحانه تعالى حي قيوم …ليس كمثله شيء… لم يلد لم يولد…
لكنه ينسب النفس إليه … ويطلق وصف الروح على جبريل عليه السلام
قال تعالى : ( ويحذركم الله نفسه)
قال تعالى : (نزل به الروح الأمين… على قلبك لتكون من المرسلين)
قال تعالى : (فأرسلنا إليها روحنا… فتمثل لها بشرا سويا)

وعيسى عليه السلام يقول لرب العالمين : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)
ولم يقل له تعلم ما في روحي ولا اعلم ما في روحك…

والله تعالى يقول : (ونفخت فيه من روحي) ولا يقول ونفخت فيه من نفسي

وروح الله بفتح الراء معناها رحمة الله… ({وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}

وقوله تعالى ونفخت فيه من روحي (بضم الراء) لا تعني أن الروح من صفات الله تعالى…. بل تعني أن الروح من خلق الله
فلو كانت الروح التي ينفخها فينا من صفات الله لأصبحنا بها ٱلهة لا مخلوقات تعبد الله……….

4_ الموت هو قبض الروح وخروج النفس معا من الإنسان
بينما النوم هو خروج النفس وبقاء الروح
قال تعالى : ( { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

فالإنسان حين ينام تخرج نفسه منه… وتتجول فتلتقي مع الانفس الاخرى… فيرى الاحلام والرؤى الصادقة
لكنه يبقى حيا… لأن روحه بقيت فيه..

أما الميت فتقبض روحه.. وتخرج نفسه في آن معا….
قال تعالى : (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)

والروح لا تموت… لانها هي التي تشعل الحياة في جسد الانسان ونفسه
اما النفس فتموت… بل وتذوق الموت ذوقا… وخروجها من الانسان له سكرات
قال تعالى : (كل نفس ذائقة الموت)
قال تعالى : ( وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا)
والقتل يكون للانفس وليس للارواح
قال تعالى: ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق)
قال تعالى: ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما)
قال تعالى: (ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)

والخلاصة :
هي أن الإنسان روح ونفس وجسد…..
لذلك كل حياة البرزخ بنعيمها وشقائها متعلقة بالنفس دون الجسد
وكل حياة الآخرة بنعيمها وشقائها متعلقة بالنفس والجسد والروح… تماما مثل الحياة الدنيا

والله تعالى أعلم

محمد أسوم **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى