عام

نحن من نصنع الفساد!

عندما كنت قاضيا

 

عندما كنت قاضياً حدث ..
كنت مع السائق نلعب الطاولة في حديقة المنزل عند الغروب وإذ بالباب يُطرق , خرج السائق ليفتح الباب فعاد وقال لي : إنه يقول ضابط من القصر الجمهوري . خرجتُ إليه فقال لي : أنا العقيد علي بدران من القصر الجمهوري فهل تسمح لي بالدخول لأتناول فنجان قهوة معك ؟ قلت له : أنت تريد الوساطة لفلان و فلان قذر ولن أسمح لك بالدخول في بيتي لكن غداً تأتيني مكتبي . فاستغرب و توسل ثانية فرفضت بشكل قاطع وانصرف ولم أراه بعدها .. أيضاً رئيس فرع الأمن السياسي بحلب أرسل لي سائقه الخاص فأعطاني كرته الخاص وقال لي المعلم يُسلم عليك ويطلبك لزيارته لتشرب معه فنجان قهوة ( طبعاَ هو يعرفني لمشاكل بيني وبينهم ) قلت له : سلم على معلمك وقله عندما أحتاجه سأطلب مقابلته , وإذا يحتاج شيء يخصه سأساعده . فذهب مع كرته .. ومثلها كثير .. أيضاً : كنت لوحدي في المنزل وإذا بالباب يطرق خرجت وإذا برجل مُسن وذقنه طويلة ومعه إبنتيه . قلت له ماذا تُريد قال : أعرفك وحدك بالبيت وهاتين إبنتي سأتركمها لك وتعيدهما متى شئت .. طبعاً أخذ نصيبه من الإهانات وذهب مع إبنتيه .. تعليقي : ليس دفاعاً عن حكامنا ولا أبرر جرائمهم فمن يبرر الخطأ إنسان مشبوه , لكن خطأنا أكبر من حكامنا فهم صحيح أعطونا عود الثقاب ونحن أشعلنا حولنا النار حتى أصبحنا لها دُخان .. الحكام لم يطلبو منا تقديم بناتنا لهم ولم يطلبو من الإبن أن يُخبر عن أبيه. وهم لم يطلعو على قلوبنا وعقولنا لكن نحن أدخلناهم قلوبنا وعقولنا ونزعنا منها الإيمان والكرامة والرحمة …نحن من صنع الطغاة؛والمتجبرين والفاسقين؛ و أصبحنا نخشاهم و نحن من نركع كالعبيد لهم . وسمحنا لهم بسحقنا

وها نحن نعرف كل هذا ولا نعترف بل نكذب على الله و أنفسنا ونتهم غيرنا بأنه السبب وننسى ما قدمناه لهم من عون على ظلمنا و انتخبناهم بالدم فجرحنا أصابعنا نفاق واليوم تسيل دماءنا أنهاراً  بلا رحمة .. لا أحتاج لبرهان فبرهان ربي يكفيني والواقع يبرهن لكل أعمى بصر وبصيرة … هل توافقون مقالتي ؟

القاضي حسين برهو حسين **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى