قصص من الواقع

أنا وأطفالي والبابجي …

تقول إحدى الأمهات :
لم يكن هذا القرار سهلا، ..

لكنني اتخذته
ظننت أنني ساتحدى اطفالي،..

حتى أدركت أن حربي هذه المرة..

أكبر من محيط اسرتي.
تم اتخاذ القرار بسحب الأجهزة الذكية من البيت وإخراجها من المنزل..!!

((هكذا ظن أطفالي))
انفعالات.. وثورة ضجت ذاك المكان ..

الذي كان يشبه منزل عائلة،
لكنه الآن ساحة حرب… رؤوسهم ثائرة حركات لا إرادية تطالب إسقاط القرار.!!
استيقظوا في اليوم التالي على غير العادة… يتبعثرون في زوايا المنزل.. لعلهم يجدون اي جهاز ذكي آخر!
لكن دون فائدة.!!!!
بدأت أصواتهم تعلوا .. بالمنزل…

ضجيج… وطنين.. وصراخ..

يحاولون اختلاق المشاكل كي اتنازل واستسلم،

وأنا اشعر بنار ورغبة بإسكات اصواتهم الغاضبة…

لم أستسلم.. وتابعت…

بدأت بإحضار ألعاب.. بسيطة مثل (جينكا) وبعثرت الألوان… والأوراق…
تعمدت قضاء وقت على شرفة المنزل.. بانتظارهم اللحاق بي.. لعلهم يحدقون بالعالم الحقيقي !!

هناك خلف السجون التي أرغمناهم العيش بها والتقوقع فيها.
لعلهم يدركون حقيقة عالم الوهام الذي زرعه بهم عقول أولئك المبرمجين للألعاب القائمة على تأجيج العنف والتنمر فيهم.
كان الأسبوع الأول… تورنيدو… أصابتني نوبات جنون… منزل تعمه الفوضى… ملامحه غير واضحة..
لكنه مضى… وإستسلم أطفالي
لكن الخطر الأكبر.. كان المحيط بهم ، زملاء الصف.. الذين تعمدوا السخرية منهم ومن قرارات،والدتهم… وبإنصياعهم لي.. كأن ما ٱرتكبوه جريمة
كم تمنيت لو ساعدتني الأمهات.. واتخذنا قرارنا.. معا قرارا جماعيا يحمي أطفالنا…

لكنني اكتفيت بالصمت…
وعادت الثورة .. ليظهر أطفالي .. امام اصدقائهم بأنه لا يختلفون عنهم…
وقابلت ذلك بالرفض.. ونوبات البكاء.. باللامبالاة…

لا أنكر أنني كنت على وشك الإنهيار…..
فأطفالي.. قد يعتقد البعض أنهم مسالمون لكنهم متمرودن بفطرتهم..
فكان لا بد لي من الإنتصار..
ظننت أنه إنتصاري… لكن الحقيقة ، انتصرت الطفولة فيهم …
عادت لعبة الغميضة لتطرق باب بيتنا.. وعادت الألوان تزين جدران المنزل … دون غضب مني ، فطالما حلمت بأطفال طبيعين… أصبحوا يطلبون الطعام اكثر… ويطلبون الخروج،من المنزل… وعادت الألعاب تفترش ارض الغرف…… وأصبحت أرى بعض تحف المنزل تتكسر من كرة القدم المتمردة في غرفهم ، نعم.. أصبحت أبذل مجهود مضاعف بعمل المنزل.

لكن بفرح اكثر…
مضت الأسابيع الأولى…. وبدأت خيوط الشمس .. تتسلل لحياتنا ، معلنة.. بداية جديدة.
كانت حربي معهم… قاسية….

لكن كانت تستحق المحاولة…

مختارات”” الشارع العربي””

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى