رياض فكر

الإنسان (أنثى .ذكر)

سهيل أبو جبران

الإنسان (انثى .ذكر)

لكل منهما جهاز تناسلي ومظهر خارجي بيولوجي من شكل العضلات , وطول العظام , ونمو الشعر وتوزعه على الجسم ’وصوت مميز وهيئة عامة , يختلف من مجتمعلآخر ومن بيئة لأخرى وطقوس واعراس ويتطابق مع النظام الهرموني والدافع النفسي ويتفاعل وينناغم معا شكلا ومضمونا ليكون شخصية متوازنة مع العالم الخارجي والمحيط الإجتماعي
ولكن تظهر أمراض يختلط فيها الأمر ولا يستطيع تحديد هوية الشخص الجنسية ومن هذه الأمراض
المخنث ثنائي الجنس
وهذه حالة مرضية منذ تكون الجنين
ووجود جهازين في جسم واحدأو تشوه في الأعضاء تكون ظاهرة في أغلب الحالات مثل نمو البضر وكأنه عضو ذكري
أو إنتفاخ في الشفرين تظهر وكأنها خصيتان , وللمخنث شكل من العظام والعظلات وعلامات وجود خلل في تناسق الجسم مما يؤدي إلى عدم رضى نفسي عن هذا الشكل ويجلب له الإنتقاد الإجتماعي
ويمكن أن يكون للعمل الجراحي بتحسين المظهر الخارجي ويعقبه علاج هرموني
المخنث حالة مرضية ظاهرة وتفصح عن نفسها , فيلجأ الأهل لعلاجها بالظاهر ويهملون الجانب النفسي الغير راضي عن الشكل الجديد مما يؤدي لامراض نفسية وعدم انسجام الشخص مع محيطه
ومن الأمراض أيضا
اضطراب الهوية الجنسية هي لاتظهر بشكل واضح على العضوية والشكل الخارجي للشخص سليم (ذكر أو  انثى كامل الهيئة والأعضاء) ولكنه يحمل بداخله كائن جنسي مغاير ومخالف للظاهر (الشكل لا يتطابق مع المضمون )
فإن كان الشكل الخارجي ذكرا والداخل انثى والعكس صحيح والسبب على أغلب الحالات هرموني
فالشكل الخارجي مكتمل أما الداخل فمناقض له ومعاكس , هرموني عن فرط هرموني ذكريأو  أنثوي لا يتناغم ويتفاعل مع الشكل الخارجي
يجب أن تتابع من خلال الملاحظة والمراقبة لأطفالك
فهذا الطفل في الظاهر يحمل صفات انثوية واعضاء انثوية , ولكنه يميل إلى ألعاب الذكور وسلوكه ذكوري,  ويقلد الأب بكل تصرفاته ويقضي حاجته كذكور ويقلد الذكور بكل التفاصيل …
وذاك ذكر في الظاهر وجهازه التناسلي ذكر مكتمل الملامح عضويااا
وتصرفاته وسلوكه أنثوي ويميل لتقليدالأم اكثر من الأب , ويلعب يلعب الإناث ويقضي حاجاته مقلداً الاناث باصغر التفاصيل
وهذه ملاحظة لكل الآباء والأمهات بمراقبة أطفالهم جيداا  , فكلما تم تحديد المرض مبكرا تم علاجه أسهل من تقدمه وإستفحاله
فالإضطراب الهرموني عند الأطفال يكون بسيطا وعلاجه اكثر نجاحا في سن مبكرة.

أما في سن البلوغ فالشخص يصاب بالإضطراب الفعلي  , فالهاجس الجنسي عنده مختلف ويثير القلق واإلإضطراب ويلقى رفضا اجتماعيا واستهجانا واستحقار والنبذ من محيطه الأقرب
فهذا الذكر يحاول إخفاء اعضاءه التناسلية ويقلد الإناث في المأكل والمشرب واللعب ويصطدم بجدار المجتمع..
وراحته لايجدها مع ابناء جنسه بل مع الجنس الآخر المخالف له بالشكل المتطابق معه في الجوهر.
وتلك االأنثى تقلد الذكور وتحاولإخفاء معالم الأنوثة وتحاول إخفاء معالم جسدها , وتقلد الذكور ولاتجد الراحة مع أبناء جنسها في الظاهر وتميل الى الطرف الاخر وتحاكي سلوكه
فيميل الشخص المريض إلى الوحدة ومن ثم الإكتئاب ويفقد إحترام الذات
ويبدأ صراع بين علامات الجنس الظاهرة والجنس المرغوب به,  وتحاول كلا منهما السيطرة وتبدأ هنا المعاناة والإضطراب ويتحول لصراع بين نقيضين بنفس الجسد
التي تؤدي لأمراض نفسية خطيرة على الشخص نفسه وعلى محيطه الإجتماعي
مما يؤدي لتطور الحالة إلى إ كتئابأو فصام أو وسواس أو  هوس وأغلب الأحيان تنهي حياته بالإنتحار
فهؤلاء الاشخاص ضحية مرض ولادي او هرموني او سلوكي اجتماعي
يجب النظر اليهم على أنهم يحتاحون للرعاية والإهتمام , وتوفير سبل العلاج لهم من خلال المصحات النفسية واماكن العلاج وايجاد البيئة النفسية الخاصة بهم لتأهيلهم لدخول المجتمع بعد العلاج وبعد ثبات الهوية الجنسية شكلا ومضمونااا
غير ذلك سيكون مصير هؤلاء في الشوارع والملاهي والإستثمار المجحف بحقهم يهدف إلى الربح والتجارة
واغلب الحالات التي تقع ضحية هذا الإستثمار تكون الإنتحار او الإدمان على المخدرات , وكثيراا مانسمع عن حالات الإنتحار  من قبل هؤلاء المرضى الذين يحتاجون منا كل الرعاية والإهتمام والبحث عن سبل العلاج الناجح والمجدي
هذه الظاهرة أصبحت هاجس المجتمع , وآثار انتشارها تؤدي إلى أمراض كارثية على الحياةالإجتماعية , ناهيك عن إنتشار الأمراض الجنسية
هؤلاء بشر بكل ماتحتويه هذه الكلمة من معاني , ويحتاجون للعلاج أما مايحدث فهو إاستثمار لحالاتهم,  ومتجارة بمشاعرهم وإضطرابهم ليتم إستغلالهم في تسويق بضاعة ومنتجات وتسويق الأفلام الإباحية , التي تؤدي إلى نشر ثقافة وسلوك عنفي إجتماعي يهدد التناغم الإنساني
وينعكس سلبا على المرضى بأيجاد متنفس لسلوك مخالف لطبيعة الإنسان ودوافعه الأساسية
مما يؤدي لتفاقم الحالة,  وتطورها لمراحل يصعب علاجها وهذا بدوره ينعكس على المجتمع في نشوء ظاهرة مرضية تهددالإنسجام الإجتماعي والبعد الأخلاقي والترابط الأسري

 ** الشارع العربي **

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى