الدين والمجتمع

بين الدعاء والإمتحان .!

عند  اجتيازي لإمتحان الباكالوريا الذي لا يخفى على أحد منا صعوبة إجتيازه ؛  وسهرات ليالينا  فيه ؛ نسبح بين طاعة الله رغبا في النجاح ؛ وبين رهبة الإمتحانات التي هي  أشد من وقع الكوارث الطبيعية. في خضم هذا الجو  من الإمتحانات  اختارت بعض الطالبات طريق التعبد ؛ وقراءة القرٱن والأوراد  الصباحية والمسائية؛ عوض التهىء  للإمتحان يقينا منهن أن ذلك أضمن  طريق  للنجاح دون تعب ..

هنا أصبح عندي صراع  وتساؤلات لا حصر لها؟

هل سيتقبل الله منهن! وينجحن دون مجهود ؟

هل حقا سأرسب لأنني لا أ تعبد مثلهن؟

فدخلت مع  نفسي رهان التحدي بين العلم والعبادة وأيهما سيفوز على الٱخر ؟..وأيهما الطريق الصحيح إلى الله .؟

فكانت النتيجة المبهرة من الله رسوبهن ؛ ونجاحي بفضل الله ؛ هنا تيقنت أن العلم هو العبادة الحقيقية في الوصول إلى القمة .؛ وأن العبادة بلا علم درب من دروب الجهل .والسقوط في هاوية التخلف..

هاته صورة مصغرة من  قاعدة مجتمعنا السلبي؛ الذي  إنزوى في قوقعة التواكل والإستسلام ؛وقراءة القرٱن  للتخلص من شعودة السحر والدجل؛ والمس الشيطاني وقراءة الأوراد للتحصين؛ والإنحباس في الأقوال والترنيمات الدينية بغباوة وجهل ؛ حتى تلبستنا  شياطين الإنس والجن؛  فزينوا لنا عبادة الشرك الخفي فتمسكنا بها؛ حتى صارت عادة في عبادة ؛ فأقعدتنا عن الإجتهاد؛ والبحث والتنوير وتصحيح الخرافات العقائدية؛  التي أبعدتنا عن الله ؛ في  معرفة حب جلاله ؛ وتقديس عظمته ؛فكانت النتيجة هي  التي  نعيشها الٱن ؛ تبعية وخنوع؛  وذل ومهانة  يمارسها علينا أنجس حكام عرفتهم البسيطة.فعشنا طوال سنين ندعو عليهم ؛ فماكان دعاؤنا عليهم إلا تفوقهم وفشلنا : لماذا ؟ لأن الله لا يستجيب لدعاء الجهلاء  الذين أضاعوا عقيدتهم الصحيحة واتبعوا الشهوات  ومالوا ميلا عظيما ؛ فأ شركوا بالله بعبادة غيره من أمثالهم فأصبحت أقفال على قلوبهم ..فبطشوا بإخوانهم ؛ وهتكوا حرماتهم؛وملئوا الدنيا بفسادهم ؛ فزادهم الله   ذلا في ذل؛ وغضب في غضب ..

فخلاصنا بأيدينا :بالعودة لمنهج ديننا الصحيح : لأن الله الحق: يعرف بالعلم ؛ و يعبد بجمال الروح ؛ والقلب السليم؛والنفس  المطمئنة ؛ واللسان الذاكر  بحسن الخلق ؛واليد الممدودة لعطاء بلا حدود : للخير والتسامح والتضامن والعدل.

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..

ريم العلوي **الشارع العربي ** 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى