رياض فكر

بم تفكر ؟!

حينما فتحت هاتفي طالعني هذا السؤال بم تفكر ؟

كنت قبل ذلك قد فتحت رسالة وردت عبر الواتس  “ليوتيوبرز ”

يظن أنه صانع محتوى ، ينتقد فيه بعض أقرانه من سَقْط العالم الإفتراضي بأسلوب تافه مبتذل ،وما وجدت إلا الناقد اتفه من المُنْتَقَد .
حينما قرأت عبارة ” بم تفكر ؟”
تراءت لي آلاف الصور والأفكار .
هل بلغ بنا الزمن ان يطلق الجيل الحياء لصناعة المال عبر تسويق سوء الخلق ؟
هل وصل بهم الحد لعرض أجسادهم في سبيل الشهرة ؟
هل تخيلنا يومًا أن يعرض أحدهم أهل بيته ليسوق نفسه ؟ ان يستخدم الفاظًا كنا نعاقب إن سمحنا لانفسنا بسماعها وليس التلفظ بها ،حينما كنا نهرع الى البيت لنقول :
يا عيب الشوم ، لقد سمعت فلان يقول كذا وكذا..
وكان الرد صفعة لأننا فقط كررنا او نقلنا ما سمعنا ، كان من غير المسموح التلفظ بذلك .
لان قائمة من التعابير تترسخ في الذاكرة هي من الممنوعات، و قائمة أخرى من الشتائم والسباب التي يحظر علينا مجرد التفكير بها ، وكان يقال لنا :
هي تصرفات اولاد الشوارع ، الزقاقية ( من زقاق ) ، اولاد زونا ( ولا أعرف أصل الكلمة لكننا نعرف ضمنا انها تعني شيء سيء ) …
فهل ما نراه الآن على وسائل التواصل هم
اولاد شوارع
زقاقية
اولاد زونا
هل اصبحت التفاهة والوضاعة فنًّا ، و مثال يحتذى به .
ربما
بعد أن ظهر للساحة امثال هؤلاء ، و برز بعض دِيَكةِ المهرجانات ، مع ان للديك وظيفة مقدسة فهو يوقظ الناس للفجر ، وديكة المزابل هؤلاء يوقظونه للعهر ..

د:سليمان_عمر**الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى