رياض فكر

المدارس بين الأمس واليوم

تدهور العلم في زمننا

 

بقاع ميمونة تحت أديم السماء

وفوق الأرض هي معادن العلم والتعليمات الصادرة من فم الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليمات.

قامت هذه الجامعة منذ صغرها وصباها بإنجاب كواكب أنارت الكون؛ وما فيه بنورها وصبحت ليله
بلمعانها وهي كأم ولودة تلد كل سنة طفلا يستنير من
صدور معليمه مافيه نجاحه الباهر وفوزه الكبير.
كان الطالب السابق معلما يلقي محاضرات في حين يتعلم من شيوخه ؛وهم عليه معتمدون لأجل رسوخه فى ما تلقى منهم.
ماكانت مدارس الأمس عقيمة جامدة بل كانت مصانع تصنع سائسا، مهندسا،طبيبا،فلكيا، صناعيا ماهرا
والعلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافية، ومعامل
تعمل على دماغ ابنه وقلبه وسمعه وبصره ولسانه
فجهزت قلوبا خاشعة،أبصارا مبصرة،لساناخطيبا داعياً إلى الله تعالى بإذنه وسراجا منيرا لايخاف لومة لائم؛
ولا ينتكس أمام فرعون تلك هى المدارس اللواتي
جمعن بين مصنف يدون،ومجاهد يلعب بروحه وذرياته يحاول إعلاء علَم الإسلام والمسلمين
فى كل الميادين ؛ ويقف في وجه كل جبار يريد شن غارات على من ينتمي إليه،وزاهد يعبد ربه طرفي النهار، وحضرت مجموعة من طلبة قيدوا أوابد المعقولات ؛ وجمعوا شوارد المنقولات ولملموا خيرما يجديهم
وحفظوا شواهد الأدب العربي،فنالوا منزلة مرموقة يشار إليها ببنان وتفوقوا على معاصريهم.
نظرا إلى هذا الوضع المتطور والترقي تتموج أسئلة متكررة في صدور الكثيرين:  لماذا فقدنا الغزالي،
ولماذا غاب عنا الرازي والسيوطي،ولماذا أعرض
أبو حنيفة الزمان وشافعي العصر وحنبل الوقت عنا،
ولماذا صغر ابو علي السينا، والطنطاوي والمنفلوطي
وجهوهم لنا بالرغم من أن المدارس تكبر من وقت لآخر…
فلا نرى وجود السابقين وعلم الأولين وتزكية السابقين ودوي المارين……
والرد عليه أسهل: يقال: آثار الآباء توجد في الأبناء؛
لكن الأب سافر؛  فخلف خلاء لا يمكن ملؤه وترك ثغرة
لاتكاد تسد؛ فبقي الولد يتيما والطالب دون مرب حقيقي وهاد يهديه إلى سواء العلوم والآداب.
كان هؤلاء قلة من المعلمين تمتلك قدرات تربوية
وكفاءات علمية ومواهب أدبية،بها تنقل علومهم من أدمغتهم، وكانوا كوكبة جلية قادرة على أن تترك بصماتها المتألقة فى نفوس الأبناء،وتبقى متوهجة
في الذاكرة لا يمحوها تقادم الأيام؛ ومرور الزمان
كانوا مجموعة ذكية؛  تسحر ألباب تلاميذها فيصغون إليها بإعجاب وإنبهار.
تلك الشجرة المثمرة هبت عليها رياح التغيير واليبس؛
فتركتها خاوية على أغصانها ساقطة على الأرض
يتناول أجزاءها من تمسه الضرورة.
أخي العزيز!
ظلت المدارس معينا بلاماء ومرعى دون كلأ، ومكانا دون مكين، وجسدا دون روح.
أين الأدب، أين التصنيف، أين النمو العقلي والنفسي
أين التطور القلمي.؟
أخي الدارس : عد بنفسك إلى كوخ خشبي صغير
حفيل بالعقل والحكمة ؛ واسترجع ذهنك إلى ماكان عليه سلفك،واستوقد جمرة العلم .بعد إخماد جمرة الجهل لتكون لنا كبرياء وسلطة عزو ؛ ومنار تضىء حياتنا لنور ٱخرتنا…..

أسجد محمود **الشارع العربي *

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى