قصص من الواقع

ثراء الروح وفقر المال

#حكاية_ثراء_الروح_وفقر_المال

طبيب جراح  يجلس في حديقة منزله يتأمل البستاني البسيط  الذي يقوم بعمله من غرس وتقليم شجيرات الورد.
سرح  بخياله وغدى يحدث نفسه قائلا:
كم أنت محظوظ أيها البستاني تعمل بضع ساعات وتأخذ أجرك ,وبعض الورد ثم تغادر لتشتري القليل من الخضار والفاكهة

ثم تذهب إلى منزلك فتجد زوجتك قد أعدت لك الماء والملح فتجلس مستريح تنتظر الطعام ثم تنام

وبعدها تشاهد التلفاز مع أطفالك ومن المؤكد أن أطفالك لا يعرفون ما هو الأيباد ولا الأيفون!

هنيئاً لك أجرة منزلك قليلة تدفعها بكل بساطة،أولادك يدرسون في جامعات ومدارس حكومية لا تكلفك شيء.
(آه لو كنت مكانك )!
أنا هنا غارق في الديون….
أقساط المنزل… وأقساط السيارة…وأقساط الجامعة الخاصة ..,وقيمة فاتورة التأمين الصحي وتأمين السيارة ..،وأقساط البنك

الفكر مشغول يا صديقي والقلب متعب ,وعمل طول النهار وكل هذا لا يكفي!

حتى أنني لا أستطيع النوم من كثرة التفكير والقلق وأنت نائم براحة وسعادة.
يطلب الطبيب من البستاني أن يلتقط له القلم الذي سقط منه لأنه لا يستطيع إلتقاطه بسبب ألم الدسك الذي يتعبه
يلتقط المزارع القلم وهو ينظر بحقد إلى الطبيب ويحدث نفسه ألا تستطيع التقاط القلم بنفسك أترى نفسك أفضل مني !
يا لهذا الزمن ولكن ماذا أقول الحاجة تكسر الظهر !
ينظر إلى القلم المطلي بالذهب ويقول في نفسه :إن ثمن هذا القلم يساوي قيمة الملابس

التي اشتريها لإبنتي لتذهب بها إلى الجامعة لعام كامل.!
وتلمح عيناه الحذاء الأسود النظيف البراق الذي يرتديه الطبيب فيقول ثمن هذا الحذاء وحده

يغطي فاتورة الكهرباء والماء لشهور!
وتلك السيارة التي يملكها تشتري لي منزل أعيش فيه طول العمر مستور ,

هو يجلس هنا يتمتع بالشمس والراحة والهدوء وينظر إلي وكأني قادم من الفضاء!

وأنا أعود إلى منزلي بعد يوم عمل شاق لا أستطيع أن أحمل معي إلا بعض الفاكهة وبعد الورد التي أقتطفها من الحديقة فأسعد بها قلب ابنتي،

اصل إلى  المنزل مرهق متعب فتكون في استقبالي  زوجتي بالشكوى والتذمر وضيق الحال.

فأدخل غرفتي وأدفن نفسي تحت الغطاء وأتظاهر بالنوم حتى تصمت ..

وليلا  لا أستطيع النوم وأنا أفكر من أين سأجمع المال لشراء الكتب إلى ابنتي في بداية كل فصل دراسي جامعي

من أين أقترض المال لأدفع أجار البيت ؟

كيف سأشتري الدواء  لزوجتي؟
فتنزل دمعته لتحترق منها الأجفان …….
ويستمر الحال ….
ولا يعرف الطبيب كم يعاني البستاني ولا يعرف البستاني كم يعاني الطبيب !

كل يتمنى حياة الأخر !
#العبرة :

كلنا مبتلون ولكن الله  قد قسم أرزاقنا وأعطى لكل واحد منا معركة تتناسب مع قدرته لمواجهة مصاعب الحياة!!
علينا فقط أن نكون راضين ومقتنعين بما قسمه الله لنا من الرزق الذي قد يكون إما رزق الصحة أو الأولاد أو المال …

فالحمدلله على ما أعطى والحمدلله على ما أ خذ….

عبير المدهون   #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى