الدين والمجتمع

الغريزة

حين قرأت قوله تعالى : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا

سورة الفرقان : ٤٤

أمعنت التفكير فيما أراد الله قوله لنا؛ ثم نظرت في خلق الإنسان والأنعام فجال في خاطري :

أن الله قد خلق الإنسان والحيوان بتشريح عضوي متشابه ، لكل من الفصيلين جهاز هضم وتناسل متشابه إلى حد كبير ، وزرع فيهم نفس الشهوات ،  وأوجد فيهما نفس الغرائز .
فغريزة البقاء واحدة تحكمها شهوة البطن.
وغريزة التكاثر والتناسل نفسها تحكمها شهوة الفرج والجنس.
وأوجد لكل فصيل ضوابط تكبح وتفرمل هذه الشهوات .
أما الحيوان فدماغه يسيطر على غرائزه ويتحكم بشهواته ، فلا يأكل حتى يجوع وإن شبع توقف . وحين ينزو يبحث عن شريك في زمن معين محدود بدورة حياتيه رتيبه ، فان فاته ذلك عاد وخمل.

ولن تجد حيوانًا بدينًا أو لديه تخمة أو إرتفاع بشكوى الدم مالم يكن مريضًا وهذا فيما ندر ، ولن تجد حيوانًا مغتصبًا أو شاذ جنسيًا ، إلا لعلة نادرة قد تصيبه وهذا في خانة شديد الندرة .

أما الإنسان فضابطه العقل ، وعقله مرتبط بالحكمة ، ومع ذلك تعج العيادات بمرضى السكري وارتفاع شحوم الدم ، وتجرى آلاف عمليات الشفط والربط لعلاج الإفراط في تناول الطعام ، طعام من حلّال ومن حرام أحيانًا .
وعن الشذوذ والإغتصاب فحدث ولاحرج ، فالمحاكم غاصة بهم ، والشوارع تطفح بأقذارهم.

أما دعاة الحريات فهم يريدون أن يهبطوا بهم لما دون الحيوان ، فالدماغ لدى الحيوان أقل تطورًا منه لدى الإنسان ، و لا ينزو الحيوان لشريكه أو لنفس جنسه إلا إذا أصيب بخلل بدماغه ، فما بال البعض عطل عقله ورضي أن يكون دماغه دون دماغ الحيوان .

سليمان_عمر **الشارع  العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى