قصص من الواقع

الصداقة التي لا تموت

أغلب الناس تعتقد أن العالم الإفتراضي هو عالم خيال بعيد عن الواقع ..تعيش على الفيسبوك للدردشة المؤقة؛ والعلاقات العابرة التي تنتهي بمحرد الضغط على زر النهاية لكل لحظات قد تكون مرت لساعات …
هي تصرفات لمن يرى ان عالم الفيسبوك كطاولة القمار ربح وخسارة وسهر ومتعة ..
وهناك من يراه عالم واقعي ..بكل جزئياته  وتفاصيله عالم قد نلتقي به على افتراض  لكن تجمعنا الكلمات والمناقشات الهادفة ..أهم ما في هاته العلاقة هي صفاء الروح وإلتقائها مع من يقدسون معنى الكلمةو  المعرفة ومعنى التعارف والنقاش الهادف ….

لا أتحدث من فراغ !؛ ولكن من تجارب عشتها بواقعها في العالم الذي يقال عنه افتراضي وهو واقع بكل حيثياته الدقيقة ….
سأتحدث عن واحدة من قصص الواقع الإفتراضي الذي وجدت فيه من يتميزون بروح الصدق والمحبة ويحافظون على وجودهم في حياتنا حتى لو اختلفنا..

إحدى قصصي في هذا العالم الإفتراضي الواقعي

هي مع  صديق وأخ بكل ما تحمل الكلمة من معنى جمعتنا مناقشاتنا الثقافية والسياسية والدينية  ..كان من المهتمين بمنشوراتي ..يناقشني فيها … بسلب وإيجاب ..جمعتنا اكثر ها المناقشات الدينية ومفهوم حب الله وعبادته …بعيدا عن الطائفية والعنصرية والحقد ..وكل ما يشوب العلاقات من توثر ديني عرقي ….

كنت أغيب ولا أسأل عنه فأجده قد بعث رسائل معاتبة لتقصيري في عدم السؤال عنه  حتى اشعرني أنه اصبح واجب من واجبات صلةالمودة والقرابة …
كان يتصل بي  معاتبا ومرحبا وداعيا بأمل لزيارته للسويداء  ..ويمرر لي زوجته التي لا تقل عنه طيبة وأخلاقا..وترحابا …

كنت أشعر وأنا اتحدث معهما أنهم أهل وتجمعنا محبة الله وأصبح السؤال عنهم واجب من واجبات المودة والقرابة …
ما حصل انني  عدت أسال عنه خوفا من ان يعاتبني لغيابي وعدم السؤال عنه …
فكنت أرسل له رسائل ولا يجيب عنها ..واستغربت من ذلك وهو الحريص على سؤاله عني قبل سؤالي عنه.. ساورني قلق فبدأت ابحث عن سر إختفائه حتى
اكتشفت انه قد رحل عن الدنيا بعدما اصابه صاروخ وهو يقوم بعملية إنقاذ لجرحى هجوم صواريخ على أبرياء ….
كم كان حزني كبيرا لفقده …..وعشت لحظات ذكريات كلامه واحاديثنا المطولة وضحكته التي كلها طيبوبة وشهامة …حزنت لفراقه اخا وصديقا …
وتشاء الأقدار أن تخفف عني هذا الحزن بأن أتفاجأ بطلب صداقة من  إحدى بناته  وإسمها رؤى واختها ندى اللتان  تحملان نسائم أخلاق أبيهما الطيبة … مما جعلني ازداد يقينا أنه ما كان خالص لله يدوم ويدوم  ولاينقطع حتى بعد أن يسدل الموت ستارته على مسرح حياتنا ؛…تظل العلاقات في الله أبدية لا تنتهي بل تستمر بذكراها الجميلة .

رحم الله صديقي وأخي بالله : الأستاذ وهيب الشعراني الدورزي  الشهم البطل الذي اعيش بذكراه مع فلذات كبده …
ولتستمر الأخوة بالعالم الإفتراضي الواقعي البعيد بمسافاته قريب بتلاحمه الروحي ..المناقض للواقع الإفتراضي القريب بالمسافات البعيد بالترابط…

ريم العلوي **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى