رياض فكر

الحريه ومدعاة الحرية

منادوا الحرية
….يشهد العالم بأكمله تغيرات في الفكر والعقائد والمفاهيم … وقد ظهر وطفى على الساحات السياسية والثقافية والفكرية من يتشدقون بالحرية وينادون بها…. ولكن  نسوا أن الحرية ليست مطلقة في كل أحوالها … الحرية لها شروط وإطار فكرى يتغير من مجتمع إلى مجتمع ومن بلد إلى آخر ….
الحرية   هي عدم التعدى على حرية  الآخرين ومعتقداتهم …فلايمكن أن تدعى أنك مع حرية التعرى, وأنت في مجتمع مسلم محافظ …  عليك أن تضع نصب عينيك دين وثقافة وموروثات ذلك المجتمع ….
يراودنى  سؤال من حين  لآخر, هل كل من يتشدقون بالحرية وينادون بها فعلا من الأحرار ؟ أم  فقط يبحثون عن حق ضاع منهم, فعوضوا أنفسهم عن ذلك الفقد فيحبون  الظهور والطفو على سطح المجتمع ….
والغريب  في  ذلك والأدهى هل هذا الشخص الذى  ينادي ليل نهار  بالحرية يؤمن بها إذا كانت مع غيره أم أنه ينكرها على غيره ويحلها ويريدها لذاته فقط ؟ ….
و أقصد بالكلام هنا ذاك  من  ينادى بالحرية ….ماذا قدمت انت لنا عندما نناقشك …؟  وماذا كانت ردودك علينا حينما اختلفنا معك في رأى …. ؟ أليس النقاش والإختلاف فى الرأ ى هو من أقل مبادىء الحرية التى تؤمن بها …. !!!!….
هنا سأضطر أن أشرح لكم وجهة نظرى بإختصار مبسط عن مفهومى لمعنى الحرية …. الحرية من منظورى هو ان  لا أكون تابعا لأحد ولا يتحكم في مصيرى أو قراراتى أشخاص  لا يفهمون معنى الحرية ويتشدقون بها بفكر يخدم مصالحهم فقط … لأن حريتى لابد أن تتوافق مع عادات وثقافات وموروثات المجتمع الذى أعيش فيه,  وأن أؤمن بذلك وأطبقه على نفسي وأسرتي  قبل غيري ..
فلايصح بكل منطق وعقل أن أنادي بحرية التعرى في مجتمعى المسلم … كما أننى لاأقبلها على أهلى ومن هم من خاصتى …..
لكن حرية اختيار العمل والزوجة  , والملبس والمسكن والتصرفات الفردية التى لاتؤذى الغير تبقى من سمات الحرية المختارة والمحترمة   سواء مني أو من غيري  …
أما أن تطالب بحرية مطلقة  بعيدة عن أخلاق ديننا  و ثقافتنا وتربيتنا  , فلا وجود لها  في مجتمع محافظ
فاستقيموا .. وارتقوا … لاتنادوا بما لاتؤمنون به  … ولا تقولوا ما لاتفعلوا………
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
محمود صلاح ** الشارع العربي **

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى