قصص من الواقع

خربشات على جدار الذاكرة

مما صادفني في فترة دراستي في كلية الطب ,و في فترة مزاولة مهنتي كطبيب

بدءا من عيادتي الريفية إلى المشافي التي عملت بها في سوريا ..

إلى المراكز التي عملت ومازلت في المملكة العربية السعودية .

صادفت و عايشت و سمعت حالات طريفة,وأخرى مؤلمة …أمور مضحكة وآخرى مبكية ,,

و بحكم منذ مجيئي إلى السعودية ورطت نفسي بموضوع الإدارة الطبية فكنت عرضة لمواقف كثيرة ..

أحببت مشاركة غيري بها للفائدة :

رغم ميزات الإدارة إلا أنها تترافق بصداع المشاكل مع المراجعين ,خلافات المرضى مع الطاقم ،

والطاقم مع المرضى ..وغير ذلك من المشاكل ……

و من الطُرف التي حدثت معي :

جاءت سيدة مع إبنها وعمره ست سنوات من أجل تقرير طبي ,ليتم تسجيل الطفل بالمدرسة ..

هل يعاني من أمراض سابقة, أو وراثية سوابق جراحية أو حساسية .,وطوله ووزنه ,

وفصيلة دمه ولقاحاته و غيرها ذلك من الفحوصات…..

ما لفت آنتباهي بعض الأسئلة الغير طبية المتعلقة بالطفل ..

وكان الطفل يجلس أمامي والإجابات مكتوبة من قبل الأم :

إسم الدلال ( للطفل ) : دحومي يعني عبد الرحمن

العمر : ٦ سنوات

مدة مشاهدة التلفزيون : كل النهار التلفزيون البرامج المفضلة : المصارعة ، سباق السيارات..

الطعام المفضل : يفصل الأكل من البوفيه ، سألته قال : هبورغر ، سندويتش بيض مقلي ، سكسوكه ( شكشوكة ) ، لحسه وهذه عرفت ما تعني بعد 10 سنوات .

الهوايات : التفحيط ، ( بس صراحة ما عرفت كيف ووين بيفحط ) ، وركوب الدواب

مواعيد النوم والذهاب للسرير : مع الفجر

النهوض من السرير : بعد الظهر

الإستحمام : كل يومين

الألعاب الرياضية التي يمارسها الطفل : الكوووووورة

بصراحة …. عندما قرأت لم ادر ماذا افعل؟ هل أبكي أم أضحك ؟

حقيقة الإستبيان صحيح وكان هناك أسئلةأخرى لكن لا أذكرها ..

تذكرت هذا الأمر اليوم ، حينما أتصل بي آبني من إسطنبول حيث تعيش أسرتي ،

وكان معه في مكان سكنه طفل ( خليجي ) يتحدث بألفاظ سيئة

آعتاد ترديدها أهل المنطقة ممن يدمنون البقاء في الشارع ويؤذون من فيه بألفاظهم .

وحينما كان يحدثني سمعت هذا الطفل يتلفظ بها ، وسألته من يقول ذلك؟

فقال ( خالد ) فسألته : ومن أين هو ؟ قال : هو حيث تعيش يا أبي .

فقلت إذن يا ولدي ،أدر ظهرك واذهب للبيت ، فلا داعي لسماع هذه الكلمات ولا تعلمها ،

فألفاظه سيئة وتصرفه سيّء .

تتلخص مشاكل مجتمعنا بعدم وجود الرقابة الأبوية الفاعلة لأولادنا ،وهو سبب كبير وهام

لكثرة المشاكل الإجتماعية والأخلاقية والإنحرافات السلوكية في مرحلة المراهقة والشباب ,وتعطيل للمستقبل

د: سليمان عمر** الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى