رياض فكر

.. الأوطان المفقودة..

أ

على رسلِكِ أيُّتها الحياةُ..
أمهلينا، نحنُ جرحى الوفاءِ، عاطفةً عرضيّة..
ريثما ندقُّ مسمارَ العاصفةِ في خشبِ الهوية!
إنّا رفعنا القلبَ شراعاً،
وربطْنا أعمارَنا في يدِ الموجِ..
فاعتذرتِ الرّيح!

ليلٌ عصاميٌّ، بنصفِ ضوء
لا الحزنُ فيهِ حاسمٌ
ولا الفرحُ مضطرُّ
القصيدةُ فارغةٌ من الإشاراتِ،
لكنّها حارّة..حارّة
كفستانٍ على حبلِ الغسيلِ
غابتْ أنثاهُ، فملأته المخيّلة!..

بلادٌ كزوجةِ الأبِ
تتفنّنُ بطردِنا
تزيّنُ لنا جوازَ السّفرِ بالمكسّراتِ الخضراء
وتدعونا للموتِ لتبكي علينا!
فالوطنُ بطلٌ، أطنبَ في تسلّقِ الشّعاراتِ
وحينَ التفتَ لمْ يجدنا!

والقلبُ نصفُ نباتيٍّ،
ينقعُ براعمَ الأغاني بخدعةِ السنا
ويتجرّعُ النّداءاتِ حتّى يسكرَ، وينسى
لكنَّ شبابيكَهُ لم تمسحْ عن نحرِها عواءَ الرّغبة!
فالحبيبُ منهمكٌ في قضايا أدهى من الحبِّ..
لا تطلُّ على احتراقي!

أليسَ لهذا القهرِ أهلٌ،
يلمّونَهُ من حاراتِ عيوننا، لنرتاح؟!..

سعاد محمد:**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى