قصص من الواقع

جحود النعمة

‏يقول أحد الأخوة اليمنيين : أعمل بأحد المستشفيات بمدينة جدة في السعودية و قاربت فترة دوامي على نهايتها

‏أبلغني المشرف أن شخصية إقتصادية مهمة وغني كبير ملياردير يعمل بالأسهم قادم للمشفى، و عليَّ استقباله و إكمال إجراءات دخوله !!

‏إنتظرت عند بوابة المستشفى، وراقبت من بعيد سيارتي القديمة جداً، و تذكرت خسائري الكبيرة، وبيتي الأجرة، و أقساطي المتعددة !!

‏وعندها وصلت سيارة فارهة جداً لتُكمل مأساتي، حيث حضر الشخصية المهمة بسيارة أعجز حتى في أحلام المساء أن أمتلك مثلها، يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوبي الذي أرتديه !!

‏دخلت للحظات في دوامة التفكير في الفارق بين حالي و حاله، مستواي و مستواه، شكلي و شكله

‏وقلت كلمة بكل حُرقة وأنا أنظر إلى سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب : ( هذه عيشة ) ؟!

‏المهم، سبقته إلى مكتبي و حضر خلفي و كان يقوده السائق على كرسي متحرك، رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ، فاهتّزت مشاعري

‏و سألته : عندك مشكله في الرجل المبتورة ؟

‏أجاب : نعم

‏قلت : فلماذا حضرت ياسيدي ؟

‏قال : عندي موعد تنويم

‏قلت : و لماذا ؟

‏فنظر إليَّ وكتم صوته من البكاء، وأخفى دمعته بثوبه و قال :

‏( ذبحتني الغرغرينا ) و موعدي هو من أجل ( بتر ) الرجل الثانية !!

‏عندها أنا الذي أخفيت وجهي و بكيت بكاءً حاراً، ليس على وضعه فحسب، بل على كُفر النِعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله !!

‏ننسى كل نِعَم المولى في لحظة، و نستشيط غضباً عند أقل خسارة

‏هل أصبح مؤشر الأسهم ليس للأسهم فقط، بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه ؟!

‏تحسّست قدماي و صحتي فوجدتها تساوي كل أموال وسيارات العالم ..

‏وهذا غيضٌ من فيض نِعَم الله علينا .

#‏العبرة :
لنشكر الله على ما عندنا فغيرنا يفتقده…و لا ننظر لما عند الآخرين

لنع‏وِّد أنفسنا على كلمة الحمد  إذا استيقظنا صباحاً ونحن معافين وسالمين  في جسمنا وفكرنا

‏قال عليه الصلاة والسلام  :

‏( من أصبح منكم آمِناً في سِربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا  بما فيها

هاف مون #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى