رياض فكر

أنماط الرجال والنساء في التسوق

طالما سمعنا إنتقاد  الرجل لزوجته بموضوع التسوق ، وتأففه في مرافقتها للتبضع خاصة الثياب والأحذية .

وقد تناول الإعلام هذه الناحية بأسلوب ساخر أحيانًا بتصوير أن بعض الذكور يشيخ وهو ينتظر زوحته .

حتى أن صديق لي حين تسأله زوجته مرافقتها للتسوق  يبادر للقول :

أنه سيكون مشغول  ! ولا وقت لديه للذهاب معها ..

لو راقبنا سلوك  الرجل والمرأة  في التسوق نلاحظ :

أن الرجل لن يطيل البحث ، إنما سيدخل أول محل يقابله ، أو محل بعينه آعتمده سلفًا ليشتري ما يريد ، ويخرج مباشرة .

بالمقابل فإن المرأة تمارس هوايتها في مشاهدة كل واجهات العرض ، ولن تتورع عن الدخول إلى محلات عدة ..

تجرب في كل محل عدة مرات و قد تخرج دون أن تشتري .

يجب عليك كـرجل سواء كنّت زوج أو بائع في السوق أن تستوعب هذا الأمر..

ولا تعتبره تردد من المرأة, أو تنكيد , أو دراسة سعر ونوعية, وليس حتى البحث عن الماركة العالمية بقصد استنزاف مدخراتك .

الموضوع هنا يدخل تحت إشباع وإعادة ترتيب المشاعر, وهو ما يدعى بطريقة التفكير التوسعية .

لو لاحظت عزيزي ( الرجل) أنك لو دعوت المرأة للمطعم أو المسرح ، فإنك ستقف عند دخولك المكان تجول ببصرك سريعًا

ثم تستهدف مكان حددته لتجلس فيه , وستقوم هي لاحقًا بتبديله مرة أو مرتين ..

وربما تطلب من النادل أن يحجز لها تلك المنضدة بعد مغادرة من يجلس عليها.

السبب :أن الرجل يربط الأمور بذهنه بشكل حلقات متصلة,لترسم لديه صورة واضحة لما في ذهنه وهو ما يسمى “التركيز “ .
بينما المرأة تعتمد طريقة التفكير التوسعية ،بمعنى :

أنها تملك صورة ذهنية مسبقة, ثم تبدأ باكتشاف أجزاءها والتعديل عليها حتى تصل للصورة المثالية التي تريدها .

يمتلك الرجل القدرة على رؤية الأشياء أكثر وضوحًا وواقعية ، رغم أن المرأة  لديها هاته المقدرة ,,

إلا أن مشاعرها وعاطفتها تشتتها لتظهرها أمام الرجل بمظهر المتردد ،

فالرجل  يمكن له إخراج مشاعره خارج الموقف لإتخاذ القرار ، بعكس المرأة .

إن عدم فهم كلا الطرفين لآلية تفكير الطرف الآخر ستقود للخلاف ..

حيث تظن المرأة  أن الرجل  يفعل هذا متقصدًا إحراجها ..( سرعة إنتقاء ما يريد في السوق والمطعم والمسرح ,,

حيث ينطلق لهدفه بسرعة دون مقارنة الخيارات بشكل موسع ).

والرجل  يعتقد أن المرأة  تتقصد إغاظته والإستهتار بِه وإضاعة وقته ، ويظن أنها إنتقائية وصعبة الإرضاء ..

نصيحة للزوج والزوجة  : في حال ذهابكما للتسوق ..

أدخل عزيزي الزوج  للمقهى ، وأترك لزوجتك حرية التبضع , وأحضر معك كتابًا أو بعض أوراق عملك..

وأستمتع بعدة أكواب قهوة ريثما تنتهي زوجتك..

وتعلم فن الإصغاء خلال كلام زوجتك عن جولتها في السوق دون ململ, وجهز نفسك للغد لمرحلة التبديل.

ولا تنسى إحضار الكتّاب الذي كان معك البارحة لإكماله.

( أنا لا أنتقد شخصك  سيدتي ، فأنت أمي ، أختي ، جدتي ، زوجتي وإبنتي ثمرة حياتي ..

إنما ألقي الضوء على اختلافك حتى يفهمك نصيفك ، فينصفك )

 

د:سليمان_عمر**الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى