قصص من الواقع

..حديث الروح ..

ما كتبت أعظم ولا ألذُّ لنفسي أكثر  من هذين البيتين:  في ذات الليلة التي توفيت بها أمي وأنا في منفاي .. وبدون أي علم لي بوفاتها….

بل بلحظة وفاتها،إختنقت لا أدري ما سبب ذلك الشعور الخانق
فاعتزلت ليلتها من الزوال حتى بزوغ الشمس في حجرتي موصدًا الباب ..

موهمًا كل من ممكن أن يزورني بأنَّني نائم .

وفي تلك الليلة وبذلك الشعور الذي ذكرت لم أجد إلّا أن أكتب وكأنني مرغم الطاعة لشعوري
سخيُّ دمع مقلتيّ بصمت تام وبدون إنقطاع بشكل لم أعهده.

بأكثر من خمسة وثلاثين ربيعاً من عمري والله وبالله .. فكتبت .. ليلتها من حينها ولحظتها ..

{{ أبكتني العيـــرُ بِرُغـائها..  و فصيـــل ٌ على أمــه ينـــــوح ُ
كأنَّ خِطامه لفَّ عنقي .. وكأنَّني لمثل ما ناح الفصيل أنوحُ. }}

وفي الصباح وبشكل مفاجئ بلغتني الطامّة هاتفيًا
بخبر وفاة أمي .
ومن يومها لليوم ..ما اتصلت بعائلتي إلّا وتذكرت أمي،

لأنَّني كنت بأول ثانية إتصال
وبعد السلام مباشرةً مع الذي أتصل به من عائلتي
أقول : السلام عليكم…

كيف هي أمي. ؟ أعطني أمي .

فتكلمني مكالمة مرئية لا يجرُؤ أحد بأن يقاطعني وإياها

حتى أرتوي منها حديثًا وحبًا ومزاحًا..

متى تأت ِ بُنيّ .. ؟

فأقول دعواتك لي،،

فلا تكاد تبدأ بالدعاء حتى ويسبق دمع عيني ردي عليها ،
فتقول شدّاً لأزري ،

أيّ بنيّ الرجال لا تبك ِ

فأقول لها كَذَبَ من قال هذا.. وأنت ِ من الصادقين .

أبوالعز آل قيس **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى