قصص من الواقع

أخذ عزائها وهي على قيد الحياة

مواطن من أهل البصرة كانت والدته مريضة بمرض عضال فلم يتحمل مرضها بسبب العوز والفقر حيث كانت والدته تحتاج الى عملية وعلاج ولم يملك ثمن العملية ولا يملك حتى ثمن شراء العلاج لها ٠
وبعد أن ضاق صدره أخذ والدته إلى زيارة امير المؤمنين عليه السلام ثم توجة إلى مستشفى اهلي في النجف بعد الزيارة ٠
وعندما دخل المستشفى طلبوا منه دفع الرسوم وبكل ثقة أخبرهم انه فقد المبلغ الذي كان يحمله من أجل العملية وطلب منهم اجراء العملية لوالدته لحين عودته إلى الدار وجلب المبلغ لهم ٠
وتركها وعاد إلى البصرة وكانت حالتها لا تتحمل التأجيل فباشر الكادر الطبي بأجراءات العمليه و عاد إلى منطقته وأخبرهم بان والدته أثناء الزيارة فارقة الحياة وقام بتجهيزها ودفنها في النجف ونشر موضوع الوفاة على مواقع التواصل الاجتماعي ٠
وقام أبناء عمومته بتسليمه مبلغ ثلاث ملايين ( من صندوق العشيرة الخاص بالفاتحة الذي يسلم لذوي كل متوفي ٠ يساهم فيه عموم أبناء العشيرة ) بعد أن وضعوا مكان العزاء في الحسينية الخاصة بالمنطقة وأصبح المعزين يتوافدون للعزاء
وجمع س من المعزين أربع ملايين فأصبح مجموع المبلغ لديه سبعة مليون دينار وفي اليوم الثالث بعد الختمة ذهب إلى النجف ٠ وكانت المفاجئة بعد أن أعتذر س من مدير المستشفى والطبيب الذي أجرى العملية وهم لم يتوقفوا من اللوم عليه بذلك الكلام القاسي ٠ الطبيب يقول له كيف تترك والدتك بدون مرافق وبدون دم انت ابن عاق والمدير يقول له انت حملت المستشفى مسؤولية كبيرة وسنقدم شكوى ضدك و س ساكت ٠
ثم تكلم س وقال هل تحبون ان تعرفو السبب ٠
قال له المدير وما هو السبب الذي يجعلك تترك والدتك بين الحياة والموت ثلاث ايام بدون مرافق وبدون ان تتصل ونحن في قلق لان العملية صعبة ولا يوجد مع المريضة من يتابع الحالة معنا ٠
اجابهم والدموع تجري :
أولا المريضة لم تكن وحيدة لان الله وانتم كنتم معها لهذا لم اكن خائف عليها بقدر خوفي كيف ادبر المبلغ لكم ٠
والسبب الثاني انا الابن الوحيد لوالدتي وكنت في عزاء والدتي ولا يوجد غيري من يرافقها ٠٠
باستغراب قال له مدير المستشفى وهذه من تكون ٠!؟
قال انها والدتي ٠ المدير انزعج وقال بغضب تكلم بصدق ودعنا نفهم ٠٠
كان جواب س مؤلم حيث قال لهم انا عندما أحضرت والدتي لكم لم املك ثمن علاجها فكيف ادفع ثمن العملية والعلاج فتركت امي تحت رحمة الله ورحمتكم وذهبت إلى منطقتي واخبرتهم بأن امي توفت وانا اعلم يوجد صندوق للعشيرة يدفعون ثلاث ملايين لذوي المتوفى منه ٠ وسيحضر المعزين أقل شخص يدفع خمسة آلاف ٠ المهم بعد ثلاث ايام جمعت سبع مليين من الفاتحة وحضرت من أجل دفع ثمن العملية ولولا هذا التصرف لم يقبل المستشفى أن يجري العملية لها مجانا واليوم امي تعد مع الاموات ٠
حزن الطبيب وقال انا لا اريد ثمن العملية وطرق رأسه وقال للاسف بأيدينا حكمنا بالاعدام على الإنسانية ٠ والمدير اطرق رأسه إلى الأرض واعتذر من س وتنازل عن ثمن العلاج وأجور المستشفى وطلب من س ان يجلب والدته بعد شهر من أجل الفحوصات مجانا ٠
وبعد أن شكرهم س قال مدير المستشفى بالعكس نحن نشكرك لانك ايقضت فينا الإنسانية ٠
المهم عاد س إلى داره وهو فرحان بسلامة والدته وحزين على الفعل الذي فعله من أجل إنقاذ والدته وذهب الى كبار المنطقة وسلمهم المبلغ الذي جمعه من الفاتحة بعد أن أخبرهم القصة وكيف تنازل الدكتور ومدير المستشفى عن المبلغ المترتب على عملية والدته ٠
كذلك كبار المنطقة بعد التشاور قالوا له هذا الثمن لك افتح فيه مشروع ٠
ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل عندما سمع اهل المنطقة بالعملية ذهبت النساء إلى ام س للتحمد لها على السلامة وكل واحدة تضع خمسة الف وعشرة الف والبعض ٢٥ الف بيد ام س المهم اصبح لدى س مبلغ محترم رمم داره المتهالك وأشترى لوالدته سبلت وثلاجة وفتح له مشروع صغير وهو اليوم في أفضل حال ٠٠
*رباط السالفة* كم واحد فارق الحياة بيننا وكان ثمن ما يقدم لذويه في العزاء هو ثمن لأستمرار حياته من خلال شراء العلاج له أو إجراء عملية له أو ارساله إلى الخارج للعلاج ٠ كوننا حكمنا على الإنسانية بالاعدام رغم وجودها معنا ٠٠
المهم بعد قرأة هذا القصة هل يستطيع المجتمع ان يجمعوا للمرضى الذين لا يملكون ثمن العلاج في مناطقهم ما سيتم دفعه في وفاتهم لذويهم من أجل إنقاذ حياتهم اي مواساتهم في حياتهم بدل من المواساة بعد الوفاة ٠
قصه حقيقيه من الواقع .

كارم عابد **الشارع العربي **

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى